وتأهبت باولا موتي لمواجهة تفش سريع من فيروس كورونا بين سكان الجزيرة الذين يبلغ عددهم 800، ويعرف عنهم ارتباطهم بصلات وثيقة مع بعضهم البعض.
لكن الأيام مرت ولم تظهر أعراض على سكان الجزيرة ولم تسجل إصابات بينهم، على الرغم من أن الظروف بدت ملائمة لذلك.
ورأت باولا أنه لا توجد إصابات في الجزيرة، كما في بقية الأراضي الإيطالية، قررت معرفة السبب وراء ذلك، لأنه أمر محير بالنسبة لها.
وشاركها في الحيرة، الطبيب الوحيد في الجزيرة منذ 40 عاما، أرماندو شيافينو. وكان في البداية، مثل باولا قلق من احتمال تفشي الفيروس في الجزيرة.
وكانت أول حالة عرفتها الجزيرة تعود لرجل ستيني وصل إليها يوم 18 فبراير، وذلك للمشاركة في جنازة أحد أقربائه، وكان يسعل طوال القداس.
وعاد الرجل على متن العبارة في نفس اليوم إلى البر الرئيسي الإيطالي وتوفي بعد ثلاثة أسابيع في المستشفى.
وكانت هناك حالات أخرى معروفة لعائدين أو زوار قدموا إلى الجزيرة، لكن لم تسجل إصابات بين السكان، حتى بعد رفع الحظر في بداية يونيو الماضي، وعاد السياح إلى الجزيرة.
وأرسلت السلطات الإيطالية في منطقة توسكانا التي تتبع لها الجزيرة طاقما طبيا من أجل اختبار الأجسام المضادة لدى السكان بعد عودة السياح.
وفي أواخر أبريل الماضي، قبيل التخفيف الجزئي لقيود الإغلاق والحركة، أجرى سكان الجزيرة فحص الدم، وتطوع 723 من إجمالي السكان البالغ عددهم 800 لإجراء الاختبار.
وذكرت الباحثة موتي أنه من بين سكان الجزيرة الذين تم اختبارهم، كان هناك شخص واحد يتمتع بأجسام مضادة، وهو مسن أبحر في نفس العبارة إلى الجزيرة مع الزائر الألماني.
ولم تصل الباحثة إلى أي تفسير قاطع وراء عدم تفشي الفيروس بين سكان الجزيرة.
وقالت إنه من الممكن أن السكان لم يتعرضوا بما فيه الكفاية لفيروس كورونا. وعبر عن الاعتقاد نفسه، الدكتور ماسيمو أندريوني، رئيس قسم الأمراض المعدية في أحد مستشفيات روما.
وقال إن بعض المرضى أقل قدرة على نقل المرض من غيرهم، لأسباب لا تزال مجهولة.
أما أستاذ علم المناعة في إمبرايال كوليدج، دانيال إلتمان، فرأى أن الأمر ربما يكون أبسط من ذلك بكثير، مرجحا أن القصة كلها مجرد حظ.