خليل موسى
الى قرابة خمسة آلاف وصلت قائمة الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الصهيوني. في ظروف لا يمكن لأي انسان أن يحتملها، إلا إذا قرر دخول مرحلة الجبروت الإنساني، ودفع حريته الشخصية ثمن نضال محقّ ومقاومة في سبيل الدفاع عن الوطن والكرامة.
إحياء قضية الأسرى، اصبح مناسبة سنوية تصادف في السابع عشر من نيسان، وهذه المناسبة تحديداً لا تمرّ عند الفلسطينيين بمهرجان خطابي، إنما هي قضية رأيٍّ عام، شعبياً وعالمياً، ولا يكف الشعب الفلسطيني عن ذكرها في جميع مناسباته.
في لقاء خاص مع ياسر المصري أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية، توقف موقع قناة المنار مسلطاً الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الصهيوني.
الفصائل الفلسطينية وضعت برنامج عمل فيما يخص أسرى شعبها، شاملة الخمسة آلاف أسير بأحكام متفاوتة يصل بعضها إلى عدة مؤبدات لعديد من الأسرى، ومن بين الاسرى في سجون الاحتلال يوجد 300 امرأة وما يقارب ثلاثين طفلاً، ويؤكد المصري أن هناك عمل دؤوب وجاد من أجل إطلاق سراحهم بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الدولية.
الصورة التي نقلها أمين سر تحالف الفصائل عن حال الأسرى الفلسطينيين قاسية للغاية، فالتعامل مع الأسرى أقل ما يوصف بأنه غير إنساني وغير معقول من تعذيب يتعرض له الأسرى، ومحاولات إخضاع لأحكام العدو الصهيوني التعسفية، إضافة لما يعانيه المعتقل من ظروف غير صحية، ولا تتوفر أي شروط صحية، خاصة في ظل تفشي وباء كورونا العالمي، وأكد على إصابتين من بين الأسرى بهذا الفيروس، تم إخراجهما مؤخراً من المعتقل بعد التأكد من الإصابة، اي أن احمال العدوى لآخرين في ظل الظروف داخل السجون يصل لدرجة خطيرة، وأطلق المصري إنذارا في هذا الخصوص تحديداً.
التعسف والاعتقال والتعذيب، سلسلة متتابعة لممارسات الاحتلال على الاسرى، وهنا يبرز جانب آخر من مسلوبي الحرية في سجون الاحتلال، أسرى تحت تصنيف “المعتقلين الإداريين” وهذا ما بات صرخة جديدة في وجه من لا يعترف بالقانون ولا بحقوق الإنسان، إذ لا يوجد أي وجه حق للاحتلال لاعتقال أو أسر أي فلسطيني ومحاكمته مهما كانت الأسباب فهو يناضل في سبيل نيل حريته من نير الاحتلال.
يتابع ياسر المصري حديثه لموقع المنار عن خطوات عملية من حق المقاومة الفلسطينية اتخاذها، وهي أمر بات صعباً إلى حد بعيد هذه الأيام إلا انه قد يكون متاحاً في المراحل القادمة لتتم عمليات مبادلة أسرى فلسطينيين بأسرى قبالتهم من جيش الاحتلال الصهيوني.
كما ذكر محدثنا أن هناك اجراءات يتم التنسيق حولها مع المنظمات الدولية من أجل الأسرى، ولكن سلطات الاحتلال لا تتجاوب وترفض كل الخطوات التي تحاول المنظمات التقدم وهي من حق الاسرى، ومنها تأكيد جديد على موضوع الرعاية الصحية، وخاصة في ظل جائحة كورونا التي تجتاح العالم وتهدد وضع الاسرى بعد أن تحولت السجون إلى قنبلة موقوتة.
هي أمانة تحملها الفصائل الفلسطينية على أعناقها، هذا ما عبر عنه المصري باعتباره متحدثا باسم تحالفهم، مشدداً على انهم يعملون بكل طاقاتهم من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
كيان صهيوني لا يعترف بمواثيق دولية أو قانون أو أي حقوق للشعب الفلسطيني، يتعامل بتعسف مع الأسرى غير مفرق بين رجل وامرأة او طفل، وهذا ما يجعل الوضع في السجون يفجر الاوضاع الامنية بين الحين والآخر نتيجة الضغط والقهر الذي يتعرض له الفلسطينيون، حيث لا تتوقف الحركة الأسيرة داخل السجون عن تنظيم الإضرابات ومحاولات ردع السجان عن التنكيل بهم من خلال ما يستطيعونه من مقاومة عزلاء من السلاح، مدججة بالإيمان بالحرية والكرامة.
المصدر: موقع المنار