اتهم الجيش الأمريكي طائرة مقاتلة روسية بتعريض حياة طاقم طائرة استطلاع تابعة للبحرية الأمريكية للخطر، وذلك أثناء قيامها بمناورة عالية السرعة في اعتراض "غير آمن"، الأربعاء، فوق البحر المتوسط.
يأتي هذا في وقت قالت قيادة الفضاء بالجيش الأمريكي إن موسكو أجرت اختبارًا لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية، الأربعاء.
وأوضحت البحرية الأمريكية أن طائرة روسية من طراز سوخوي Su-35 اعترضت بشكل غير "غير آمن" طائرة المراقبة الأمريكية P-8، الأربعاء، بينما كانت تحلق في المجال الجوي الدولي فوق البحر المتوسط.
وقال الأسطول السادس للبحرية الأمريكية، في بيان، إنه "تم تحديد الوضع على أنه غير آمن بسبب قيام Su-35 بإجراء مناورة مقلوبة عالية السرعة، على مسافة 25 قدمًا مباشرة أمام طائرة المهمة "مما يعرض طيارينا وطاقمنا للخطر".
وأضاف البيان: "أفاد طاقم P-8A باضطراب في أعقاب الواقعة، ودامت مدة اعتراض الطائرة الروسية حوالي 42 دقيقة"، مضيفا أن ما حدث "كان غير مسؤول".
واتهمت الولايات المتحدة روسيا في الماضي بالقيام باعتراضات مماثلة غير آمنة لطائرات المراقبة الأمريكية، بما في ذلك فوق البحر المتوسط، لكن كان هناك انخفاضًا نسبيًا في السنوات الأخيرة.
ووقعت حادثة مماثلة في يونيو/حزيران الماضي عندما اعترضت مقاتلة روسية أخرى أمريكية للمراقبة من طراز P-8، لعدة مرات.
ويوم الأربعاء، أجرت روسيا أيضًا اختبارًا لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية، وفقا لقيادة الفضاء العسكرية الأمريكية.
وقالت القيادة، في بيان، إنها "تدرك وتتابع اختبار الصواريخ الروسية المضادة للصواريخ المباشرة (DA-ASAT)".
وقال الجنرال جون دبليو ريمون، قائد قيادة الفضاء ورئيس العمليات في قوة الفضاء الأمريكية، إن الاختبار الروسي "يقدم مثالاً آخر على أن التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة والأنظمة الفضائية المتحالفة حقيقية وجادة ومتنامية".
وأضاف ريمون أن "النظام الصاروخي الروسي قادر على تدمير الأقمار الصناعية في مدار منخفض حول الأرض"، ووصف اختبار الأربعاء بأنه "دليل آخر على دعوة روسيا المنافقة لمقترحات الحد من الأسلحة في الفضاء الخارجي المصممة لتقييد قدرات الولايات المتحدة بينما من الواضح أن لديها لا نية لوقف برامج أسلحة الفضاء المضادة لها".
ويشار إلى أنه تم الاستشهاد بالأسلحة الروسية والصينية المضادة للأقمار الصناعية كأحد أسباب احتياج الولايات المتحدة لقوة عسكرية معنية بالفضاء، مما دفع إلى إنشاء قوة فضائية يقودها ريمون حاليًا.
وتلعب الأقمار الصناعية الأمريكية دورًا حاسمًا في كل شيء من الملاحة واستهداف الأسلحة وجمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك مراقبة برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية والنشاط العسكري الروسي والصيني، وهناك قلق بشأن قدرة بكين وموسكو المتزايدة على استهداف الأقمار الصناعية.
وقالت قيادة الفضاء الأمريكية إن أحدث اختبار روسي يأتي "في أعقاب اختبار روسيا في المدار الذي أبرزته الولايات المتحدة في فبراير".
ورأت قيادة الفضاء الأمريكية أن تلك الأقمار الصناعية "التي تصرفت على غرار الأقمار الصناعية الروسية السابقة التي أظهرت خصائص سلاح فضائي، أجرت مناورات بالقرب من قمر صناعي تابع للحكومة الأمريكية يمكن تفسيره على أنه غير مسؤول ويحتمل أن يمثل تهديدًا في أي مجال آخر".
ولكن على الرغم من هذه التوترات المتزايدة، تمكنت واشنطن وموسكو من التعاون في شؤون الفضاء، مثل انضمام رائد فضاء تابع لوكالة ناسا إلى رائدي فضاء روسيين في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية، في وقت سابق من هذا الشهر.