قبلت المحكمة العليا للاحتلال الصهيوني، التماسا قدمه حزب أزرق ابيض بزعامة بيني غانتس وجمعية "جودة الحكم" (غير حكومية)، بإلزام رئيس الكنيست الحالي ، يولي إدلشتاين، بانتخاب رئيس جديد للكنيست، وطالبت رئيس الكنيست بتوجيه دعوة إلى جلسة انتخاب رئيس جديد للكنيست، حتى الأربعاء المقبل، لتفادي إصدار قرار قضائي بهذا الخصوص.
وكانت كتلة اليمين في الكنيست التي تملك 58 مقعدا في البرلمان من أصل 120، أعلنت مقاطعتها جلسة الكنيست الرسمية، الإثنين 23 مارس 2020، لإجراء تصويت على تشكيل اللجان الرئيسية وفي مقدمتها اللجنة الناظمة، ولجنة الأمن والخارجية ولجنة برلمانية لمكافحة الكورونا ولجنة المالية.
وإدلشتاين هو قيادي في حزب الليكود، بزعامة رئيس الحكومة المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو. ويسعى معسكر يسار الوسط بقيادة تحالف أزرق أبيض، الذي يحظى بأغلبية برلمانية (61 مقعدا) إلى تكريس انتخاب رئيس جديد للبرلمان من صفوفه، وتشكيل اللجنة الناظمة التي يفترض فيها تعيين ثلاث لجان رئيسية في ظل حالة الطوارئ المعلنة، لإجبار الليكود والمعسكر المؤيد له على مواصلة مفاوضات تشكيل حكومة وحدة وطنية، علماً أن مثل هذه المفاوضات كانت قد توقفت رسميا يوم الجمعة الماضي.
وكان رئيس الكنيست يولي إدلشتاين، قد أعلن الأربعاء الماضي رفع جلسة الكنيست التي كان مقررا فيها انتخاب رئيس جديد، بحجة أنه لم يجرِ التوصل بعد إلى اتفاق على شكل الحكومة المقبلة في المفاوضات التي دارت بين الليكود بقيادة نتنياهو وبين تحالف أزرق أبيض بقيادة غانتس، الذي حصل الاثنين الماضي على تكليف رسمي من رئيس كيان الاحتلال رؤوفين ريفلين، لتشكيل الحكومة المقبلة بعد أن أوصى 61 عضوا بالكنيست بتكليفه.
وفي هذا السياق هدد حزب الليكود من أن الإطاحة برئيس الكنيست المنتهية ولايته هو الآخر، سوف تجهض تشكيل حكومة وحدة، وتقود بالضرورة لانتخابات رابعة. واعتبر الحزب في بيان، نشره بحسابه على تويتر أن الإطاحة بإدلشتاين إن حدثت فإنها ستكون "خطوة صادمة من انعدام المسؤولية في وقت وباء عالمي لم يسبق له مثيل منذ المائة عام الأخيرة".
ولفت إلى أن "ما يريده الإسرائيليون الآن هو ألا ننشغل بالإطاحات بل بتوحيد الصفوف". وأضاف أن نتنياهو اقترح على أزرق أبيض تشكيل حكومة وحدة يتولى كلاهما رئاستها بالتناوب لمدة 18 شهرا، على أن يبدأ نتنياهو المهمة أولا. وختم الحزب بيانه بالقول "إذا ما أطاح أزرق أبيض برئيس الكنيست فسوف تتوقف فورا اتصالات (تشكيل حكومة) الوحدة، وسيكون مسؤولا عن النتائج".
من جهته هدد إدلشتاين، في تصريحات أدلى بها لإذاعة جيش الإحتلال بأنه إذا تمكن تحالف أزرق أبيض من الإطاحة به، فسوف يذهب الكيان الإسرائيلي إلى جولة انتخابات رابعة.
وفي سياق متصل، وجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الآخر، تهديدا صريحا ومباشرا في هذا المجال، فقال إنه يعطي رئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس فرصة أخيرة للانضمام إلى حكومة وحدة تواجه أوضاع الطوارئ لمواجهة كورونا. "فإذا لم يستجب، فسوف نذهب إلى انتخابات رابعة".
واتهم نتنياهو خصمه السياسي غانتس، بتعطيله لمساعي تشكيل حكومة وحدة من أجل الوصول مرة رابعة إلى انتخابات جديدة.
في المقابل، أكد حزب أزرق أبيض عزمه تغيير رئيس الكنيست. وقال في بيان إن "محاولة الليكود إملاء شروط، والمساس بالديمقراطية، تظهر أن نتنياهو يريد جرّ إسرائيل لانتخابات رابعة، حتى في أوج أزمة تُلزمنا (وباء فيروس كورونا) جميعا بالعمل من أجل الجميع في الحكومة والكنيست". وأضاف "منذ قيام الدولة (كيان الاحتلال)، ورئيس الكنيست يتم اختياره دائما على يد أغلبية أعضاء الكنيست، وهو ما سيحدث هذه المرة أيضا".
من جانبه، ندد غانتس بقرار نتنياهو تعطيل عمل الكنيست بحجة تفادي انتشار وباء كورونا في وقت تتواصل فيه الانتقادات من قبل الاحزاب المختلفة لسياسة نتنياهو في إدارة أزمة كورونا، دون أي مراقبة برلمانية على نشاطات الحكومة وسبل إدارتها للأزمة.
وشهد الكيان الصهيوني بين إبريل/نيسان 2019 ومارس/آذار الحالي ثلاث معارك انتخابية لم تؤدِّ أي منها إلى حسم واضح يمكن أيا من الحزبين الكبيرين، الليكود بزعامة نتنياهو، وأزرق أبيض بزعامة غانتس، من تشكيل حكومة ائتلاف تتمتع بدعم 61 عضو كنيست على الأقل من أصل 120 عضوا في الكنيست ما أحدث أزمة شديدة على الساحة السياسية لا تزال مستمرة.