بالرغم من مفاوضات مكثفة، فشل البيت الأبيض والجمهوريون والديموقراطيون في مجلس الشيوخ يوم أمس الأحد في الاتفاق على إقرار خطة إنقاذ ضخمة للاقتصاد الأميركي المهدد بفعل تفشي فيروس كورونا.
فيما تتواصل المفاوضات في الكواليس سعياً للتوصل إلى تسوية يطالب بها الرئيس دونالد ترامب.
وقال ترامب من البيت الأبيض، خلال التصويت "إننا نعمل بشكل عاجل مع الكونغرس لدعم ملايين الموظفين والشركات الصغرى والقطاعات المتضررة بشدة جراء الفيروس في حين أنها لم تفعل شيئاً لتستحق ذلك".
وأضاف "هذا سيساعد إقتصادنا وسترونه يحلق بعدما ينتهي كل ذلك"، رافضاً التكهن بتاريخٍ لانطلاق النشاط مجدداً.
وفي سياق متصل، كان السناتور الجمهوري جون كورنين حذر يوم أمس الأحد، قائلاً إن "الأسواق ستهبط الإثنين ومعها مدخرات ملايين الأميركيين"، معلقاً على فشل التصويت الإجرائي على مشروع قانون ينص على تخصيص تريليون دولار لدعم الاقتصاد ومساعدة الأميركيين.
وتشهد الولايات المتحدة وضعاً متفاقماً على وقع انتشار وباء "كوفيد-19"، ما حمل على اتخاذ تدابير عاجلة مثل إقامة الجيش مستشفيات ميدانية وفرض تدابير حجر منزلي.
وسجلت لأول مرة في الولايات المتحدة أكثر من 100 وفاة في 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 410 وفيات حتى مساء أمس الأحد، إضافة إلى ما لا يقل عن 33 ألف إصابة.
صراع ديمقراطي - جمهوري حول الخطة الانقاذية
يشار إلى أنه بعدما أعرب وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين صباح أمس الأحد عن تفاؤله حيال الاتفاق على خطة دعم الاقتصاد في مجلس الشيوخ، فشلت الخطة إذ لم تحظ بدعم أي من الديموقراطيين فيما تغيب 5 جمهوريين عن الجلسة للزومهم الحجر المنزلي.
واتهم الديموقراطيون الجمهوريين بأنهم تسرعوا في طرح الخطة للتصويت في حين كانت المفاوضات لا تزال جارية حول نص "يجب تحسينه أكثر" حسب تعبيرهم.
وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بعد فشل عملية التصويت الأولى "إننا أقرب من أي وقت إلى اتفاق"، مشيراً إلى أنه على تواصل مباشر مع منوشين.
وقال شومر إن "الخطة لا تؤمن حماية كافية للموظفين الأميركيين الذين يواجه الملايين منهم خطر خسارة وظائفهم مع تعثر الاقتصاد"، معتبراً أنها توفر "مساعدة كبرى للشركات بدون ضمان حماية للعمال ولا مراقبة".
كما اتهم الجمهوريين بالسعي لـ"الحد من التمويل" بهدف معالجة النقص الذي تعاني منه المستشفيات والطواقم الطبية والهيئات الصحية.
في المقابل، اتهم زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل المعارضة بـ"التلاعب بالاقتصاد الأميركي والشعب الأميركي"، مؤكداً أنه سيدعو إلى تصويت إجرائي جديد حين يشاء بدون الأخذ بالاحتجاجات.
ومشيراً إلى أنه في "حال تخطى النص هذا الحاجز الأول سيطرح لتصويت نهائي في مجلس الشيوخ"، مضيفاً "يليه تصويت في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديموقراطيون، قبل أن يوقعه ترامب".