ذكرت وسائل إعلام صهيونية، أمس الخميس، أن قلقاً كبيراً ينتاب رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، وحاشيته التي رافقته إلى واشنطن في الأيام الماضية، وإلى موسكو اليوم، بسبب ما يبدو كانقلاب حلفائه في أحزاب اليمين المتطرف ضد "صفقة القرن"، وبعد تصريحات جاريد كوشنر، صهر وكبير مستشاري الرئيس الأميركي، الذي يعتبر أبرز مهندسي الصفقة.
وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني بوجود "قلق في حاشية نتنياهو في أعقاب تصريحات كوشنر. وبموجبها أن الضم سيتم بعد الانتخابات" للكنيست في الثاني من آذار/ مارس المقبل، "وهذه ضربة شديدة لرئيس الحكومة تمسّ بمصداقيته، بعدما تعهد ومستشاريه بأن الضم سيُطرح في اجتماع الحكومة للمصادقة عليه يوم الأحد المقبل".
وأضاف الموقع: "رسائل متشددة وصلت إلى مكتب رئيس الحكومة حول الموضوع من قادة المستوطنين وأوساط اليمين. وخلال رحلته الجوية من واشنطن إلى موسكو، التي وصلها صباح اليوم، أجرى نتنياهو "مشاورات طارئة"، حتى إنه استدعى وزير السياحة، ياريف ليفين، كي يعود إلى الطائرة، بعد أن نزل منها قبل ذلك بعشر دقائق".
وتأخر نتنياهو "لدقائق طويلة" في مغادرة الطائرة في موسكو. "وقد تحولت قضية الضم إلى مهزلة، بخاصة في أعقاب حقيقة أن نتنياهو بات عالقاً بين اختلافات رأي داخل البيت الأبيض بين معسكر السفير ديفيد فريدمان ونائب الرئيس مايك بنس، اللذين يؤيدان ضماً فورياً، وبين معسكر كوشنر، الذي يخشى من أن تنفيذ الضم الآن سيؤدي إلى انفجار الصفقة، ويمكّن الفلسطينيين من تجنيد العالم العربي ضدها"، بحسب موقع "يديعوت".
وقالت مصادر في تحالف أحزاب اليمين المتطرف "إلى اليمين"، برئاسة نفتالي بينيت، اليوم، إنَّ "إهدار الفرصة سيمس بشدة بالاستيطان. نصف مليون سكان (المستوطنين) يهودا والسامرة وغور الأردن يتوقون للسيادة، وهذه بمتناول اليد. ويحظر التردد"، مطالبين نتنياهو "بالعمل بإصرار والتصويت في الحكومة، الأسبوع المقبل، على أمر فرض السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات. وسنقف وراءك".
وقال وزير المواصلات الصهيوني، بتسلئيل سموتريتش، من تحالف "إلى اليمين"، للقناة 12 التلفزيونية الصهيونية، اليوم، إن "خطة ترامب ليست جيدة، ولو تعين علينا المصادقة عليها في الحكومة أو الكنيست لعارضناها بكل قوتنا. فهذه خطة توجد في نهايتها إقامة دولة فلسطينية، وهذا أمر لن نسمح بحدوثه في أي حال. وأرض إسرائيل كلّها لنا، ولن نتنازل عن أي سنتمتر منها. وهذا صحيح صهيونياً وأخلاقياً ويهودياً، وبالتأكيد أمنياً، مثلما يشهد تاريخ 100 عام من الصهيونية".
وطالب سموتريتش نتنياهو بفرض "سيادة إسرائيل" على غور الأردن والمستوطنات بأسرع وقت، "وبمشيئة الله سنفرض السيادة خلال الأسبوع المقبل، وإن لم يكن يوم الأحد، فسيكون ذلك يوم الإثنين أو الثلاثاء. وهذا سيحصل، وهذا حدث تاريخي ودراماتيكي".
وتطرق سموتريتش إلى معارضة الأردن لـ"صفقة القرن"، وتحذير مسؤولين أمنيين من أن ضم غور الأردن يهدد اتفاقية السلام مع الأردن، وقال إن "اتفاقية السلام مع الأردن هي مصلحة أردنية أكثر منها إسرائيلية، والأمر الأخير الذي تحتاج المملكة الهاشمية إليه هو حدود مع دولة فلسطينية. وأذكّر بوجود أغلبية فلسطينية في الأردن، وهذا يمكن أن يقود النظام هناك. ومن الجائز أن يدفعوا ضريبة كلامية من أجل تهدئة الشارع، لكن اتفاقية السلام لن تُلغى، والمنطقة لن تشتعل".
كذلك اعتبر حزب أتباع الحاخام الفاشي المأفون، مئير كهانا، "عوتسما يهوديت"، برئاسة إيتمار بن غفير، أن "هذه صفقة سيئة وخطيرة تجلب إلينا دولة فلسطينية تشكل خطرا ًعلى دولة إسرائيل وتسلم مناطق من أرض إسرائيل. واتضح صباح اليوم أن السكاكر أيضاً التي اقترحوها على شعب إسرائيل من أجل تحلية القرص، كاذبة وليست صحيحة. ولذلك، سنخرج إلى معركة ضد الصفقة، ونعتقد أن إقامة دولة فلسطينية على بعد بضعة كيلومترات من كفار سابا ورعنانا وبيتاح تيكفا وروش هعاين خطر على إسرائيل وتعيدنا إلى عهد أوسلو".