30 كانون الثاني 20 - 15:22
واخيراً كشف ترامب الستار عن مخططه لتصفية القضية الفلسطينية رغم مناهضة العالمين العربي والإسلامي ودعوات لوحدة الصف الفلسطيني أمام هذه المؤامرة التي تعتبر الأخطر منذ احتلال فلسطين.
ويرى بعض السياسيين بأن الصفقة التي كشف عنها ترامب لم تكن وليدة الأيام الماضية لأن الإدارة الأمريكية كانت تتحدث عن الخطة منذ عامين وتأجل إعلانها عدة مرات مشيرين الى ان السبب الرئيسي الذي دفع ترامب لإزاحة الستار عن صفقته في هذه الأيام هو حاجات انتخابية لترامب ونتنياهو.
وقالوا بأن هذه الصفقة لم تحمل شيئاً جديداً بالنسبة للأوضاع في فلسطين المحتلة لان الولايات المتحدة اعترفت بالقدس كعاصمة لكيان الإحتلال كما اعترفت بضم الجولان المحتل الى سلطة الإحتلال في وقت سابق، لكن الأمر الذي يعتبر جديداً هو التحدي الذي تسببه هذه الصفقة للأمة العربية والاسلامية وللشعب الفلسطيني للدفاع عن مقدسات الأمة في فلسطين.
ويعتبر هؤلاء السياسيون بأن هذه الصفقة في الواقع هي صفقة العار لأنها ستلحق العار بمن يشارك فيها ويسكت عليها ولايواجهها كما حصل مع بعض الدول العربية التي شاركت في الصفقة مثل الإمارات، البحرين وعمان التي اصيبت بالعار أمام الأمة والتاريخ.
ويؤكد هؤلاء بأن طرح صفقة ترامب اعاد التاكيد على وحدة القضية الفلسطينية مع عمقها العربي لأن المستهدف ليس أرض فلسطين فحسب بل هناك مناطق آخرى مثل مزارع شبعا في لبنان او الجولان المحتل اصبحت الآن تحت سلطة الإحتلال، وبالتالي هذه الصفقة اعادت ضرورة المواجهة في الأمتين العربية والإسلامية وليس فقط في فلسطين".
من جانب آخر ينتقد بعض المحللين الإنقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية مشددين على ضرورة العمل لأجل إنهاء الإنقسام ووضع إستراتيجية شاملة للمواجهة من قبل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير مع تعبيرهم عن أسفهم الشديد على عدم تحقيق هذا الأمر.
ويشير هؤلاء الى موقف السلطة الفلسطينية الرافض لصفقة ترامب ووعودها بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة مؤكدين بأن السلطة لم تنجز شيئاً على الأرض على صعيد المواجهة وكان على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ان ترسم إستراتيجية مبكرة من تفعيل المقاومة في الضفة الى الكفاح المسلح وإنهاء الإنقسام، وتصرفات السلطة قبل لحظات من إعلان صفقة ترامب اتت متاخرة جدا.
واشار محللون الى ان فصائل المقاومة مع وجود دورها المقاوم في غزة والضفة الغربية كذلك لم ترسم إستراتيجية لمواجهة صفقة ترامب رغم اشراف غرفة العمليات المشتركة على مسيرات العودة، لذلك نحن الآن مضطرون لطرح المبادرة، الآن الشارع الفلسطيني كله يرفض هذه الصفقة لكن خطاب محمود عباس عقب اعلان الصفقة لم يكن يلبي المطلوب في مواجهة هذا التحدي لأنه كان باستطاعة عباس ان يعلن على الملأ إلغاء اتفاقية اوسلو، كان بإمكانه ان يعلن الغاء الإتفاقية الأمنية، كان بإمكانه ان يتخلى عن مفاوضات التسوية ويغادر هذا الخيار لكنه امتنع عن مغادرة خيار التسوية.
و يعتقد المحللون بأن فصائل المقاومة يجب ان تتخذ إستراتيجية مبنية على أساس المقاومة، فخطة عملية واحدة احسن بكثير من برامج كثيرة وموازية والمطلوب الآن هو تفعيل الحراك الشعبي الموجود في فلسطين نحو انتفاضة شاملة.