قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ بلاده تحاور حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج، والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة، مؤكداً أنّ جذور العلاقات بين تركيا وليبيا تعود إلى مئات السنين.
وأكد أردوغان، في مقابلة مع مجلة "ستاف" البوسنية، ونشرتها وكالة "الأناضول" التركية، مساء أمس الأربعاء، أنَّ بلاده حققت مكاسب مهمة بفضل مذكرتي التفاهم حول الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني العسكري مع حكومة الوفاق الوطني الليبية.
وشدَّد على أن "ليبيا تعتبر جارة لتركيا في منطقة البحر المتوسط"، مشيراً إلى أنّ "توقيع مذكرتي التفاهم بينهما رفع من مستوى التعاون بين البلدين إلى مستويات عليا".
وأكد الرئيس التركي أن بلاده "حققت مكاسب مهمة للغاية من خلال الاتفاقيتين، وأفشلت بفضلهما المشاريع الهادفة إلى إبعادها خارج التوازنات في البحر المتوسط"، مشدداً على أنَّ المذكرتين تتوافقان مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف: "مالكو بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسّط هم كلّ الدول التي لها سواحل على هذه المياه. وباعتبارنا أصحاب أطول ساحل، فإننا نناضل بكل وسائلنا لحماية حقوقنا هنا".
كما تعهّد الرئيس التركي بعدم وقوف بلاده "متفرجة حيال تهميشها وتهميش القبارصة الأتراك"، فيما يتعلّق بمسألة التنقيب عن مصادر الطاقة في منطقة شرق المتوسط.
ووقّعت الحكومة التركيّة وحكومة الوفاق الوطني الليبية يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، في مدينة إسطنبول، بحضور أردوغان والسراج، على مذكّرتي تفاهم تنصّ إحداهما على تحديد مناطق النفوذ البحري بين الطرفين، فيما تقضي الثانية بتعزيز التعاون الأمني العسكري بينهما.
وأثار هذا التطوّر معارضة شرسة من قبل سلطات شرق ليبيا المنافسة لحكومة الوفاق، وكذلك من مصر واليونان وقبرص، التي تشهد علاقاتها في الآونة الأخيرة تقارباً ملحوظاً في ظلِّ الخلافات مع تركيا المتهمة من قبل الدول الـ3 بالسعي إلى استخدام الوثيقتين لتوسيع مناطق سيطرتها في البحر الأبيض المتوسط والتدخّل عسكرياً في ليبيا.