16 كانون الثاني 20 - 15:50
اعتبر الدكتور عباس شراقي خبير المياه المصري، في حديث خاص لـ RT، أن البيان الذي نشرته وزارة الخزانة الأمريكية عن التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة قصد به الدعاية الإعلامية لا أكثر.
ومع ذلك أشار إلى أنه تم وضع مسودة اتفاق بشأن هذا السد في واشنطن بتاريخ 15 يناير 2020.
وقال الخبير إنه تم التوصل إلى مسودة اتفاق تتضمن 6 نقاط تحدد آليات تشغيل وملء سد النهضة، كما وافق الوزراء الستة على الاجتماع مرة أخرى في واشنطن يومي 28 و 29 يناير الجاري لوضع اللمسات الأخيرة على ملء وتشغيل هذا السد المثير للخلاف بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، كما ستكون هناك مناقشات فنية وقانونية في الفترة المؤقتة.
وأضاف: النقاط الست لم تقدم جديدا في حسم النقاط الخلافية، لكن تأجيل حسمها لاجتماع آخر في نهاية الشهر الجاري بطريقة دبلوماسية، ينم عن وجود رغبة في الاتفاق والتعاون من أجل مصلحة الشعوب الثلاثة، على أمل أن يتم الوصول إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف يعرض فى اللقاء القادم للاتفاق النهائي.
وفيما يلي بنود مسودة الاتفاق:
1- "سيتم تنفيذ عملية الملء على مراحل وسيتم تنفيذها بطريقة تكيفية وتعاونية تأخذ في الاعتبار الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق والتأثير المحتمل للملء على خزانات دول المصب". ولم يتم توضيح آلية التنفيذ في الملء سوى وضع مبادئ عامة غير محددة قابلة للخلاف في المستقبل.
2- "سيتم الملء خلال موسم الأمطار، عامة من يوليو إلى أغسطس، وسوف يمتد إلى سبتمبر وفقا لظروف معينة". وهذا البند لم يقدم جديدا حيث أن الملء سوف يتم في شهور المطر وهذا أمر طبيعي ولم يحدد ماهية وظروف الملء، أو حالة التخزين في السد العالي والسدود السودانية.
3- "مرحلة الملء الأولي للسد حتى منسوب 595 متر فوق سطح البحر لضمان التوليد السريع للكهرباء، مع توفير تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان في حالة الجفاف الشديد خلال هذه المرحلة". وهذا يعني أن مرحلة التشغيل الأولى يتم الملء فيها حتى منسوب 595 مترا، أن ما مجموعه 14 مليار متر مكعب سوف يتم حجزها دون النظر لحالة الأمطار لأنها سوف تحجز في الأسابيع الأولى التي لا يمكن من خلالها معرفة حالة الأمطار للموسم كاملا، ولم يحدد فيها كمية ما سوف يتم حجزه كمخزون ميت، وما يتم صرفه لتوليد الكهرباء.
4- "سيتم تنفيذ المراحل اللاحقة للملء وفقا لآلية يتم الاتفاق عليها تحدد تدفق المياه بناء على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى التخزين فى سد النهضة بما يحقق أهداف الملء لإثيوبيا في توليد الكهرباء مع أخذ تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان خلال سنوات قلة الأمطار الممتدة والجافة والجفاف الممتد".
لكن المراحل التالية للملء تعتمد على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى التخزين في سد النهضة لضمان توليد الكهرباء كما استهدفت إثيوبيا دون النظر إلى مستوى التخزين في السدود السودانية والسد العالي، معنى ذلك أن توليد الكهرباء فى سد النهضة لن يتأثر بالجفاف، وتأثير الجفاف سيكون على مصر والسودان مع الأخذ في الاعتبار تخفيف الأثر عليهما في حالة الجفاف الممتد.
5- "خلال التشغيل على المدى البعيد، سيعمل السد وفقا لآلية تحدد تتدفق المياه وفقا للظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى المياه في سد النهضة الذي يوفر توليد الكهرباء، وأخذ تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان خلال سنوات قلة الأمطار الممتدة والجافة والجفاف الممتد".
أي أن الملء على المدى البعيد يعتمد على نفس قواعد الملء اللاحق ولا فرق بينهما، ضمان توليد الكهرباء مع الأخذ في الاعتبار تخفيف الأثر على مصر والسودان في حالة الجفاف الممتد.
6- "سيتم إنشاء آلية تنسيق فعالة وأحكام لتسوية النزاعات" لكن دون أن تحدد طريقة تسوية النزاعات بعد.