وصلت مصر وأثيوبيا إلى "طريق مسدود" في مفاوضات سدّ النهضة، بعدما انتهى الاجتماع الرابع من دون التوصّل إلى توافق بين البلدين.
وأشار موقع "بوابة الأهرام" إلى أنَّ أعمال الاجتماع الرابع لمفاوضات سد النهضة، الذي عقد برعاية أميركية في أديس أبابا يومي 8 و9 يناير/ كانون الثاني، انتهت من دون التوصل إلى توافق حول القضايا العالقة.
وأوضحت الصحيفة المصرية أن الدول الثلاث (مصر وأثيوبيا والسودان) لم تتمكن من الوصول إلى "توافق حول التصرفات المائية التي يجب تمريرها من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية المختلفة للنيل الأزرق".
ونقلت "الأهرام" عن وزارة الموارد المائية والري المصرية قولها إن الجولة الرابعة لم تقدم أي إجراءات واضحة من الجانب الأثيوبي للحفاظ على قدرة السد العالي في مواجهة الآثار المختلفة التي قد تنتج من ملء سد النهضة وتشغيلها، ولا سيما إذا واكب ذلك فترة جفاف أو جفاف ممتد لعدة سنوات متتابعة.
وأكدت الوزارة أن "مصر تشدد على ضرورة أن يتكامل تشغيل سد النهضة بوصفه منشأ مائياً جديداً في نظام حوض النيل الشرقي مع تشغيل السد العالي، للحفاظ على مرونة المنظومة المائية لمواجهة الظروف القاسية التي قد تنشأ عن ملء سد النهضة وتشغيله، إضافة إلى حالات الجفاف والآثار التي قد تنتج من ظاهرة تغير المناخ".
ومن المقرر أن يُعقد اجتماع في واشنطن في وزارة الخزانة الأمريكية لوزراء الخارجية والرى للدول الثلاث في 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، وفق التوصيات التي تم التوافق عليها من قبل وزراء الخارجية في اجتماعهم في واشنطن يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
واستكملت مناقشات الاجتماع الرابع مخرجات الاجتماع الوزارى الثالث الذي عقد في الخرطوم في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وذلك في إطار محاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث للوصول إلى توافق حول قواعد ملء سد النهضة وتشغيله، بهدف تمكين أثيوبيا من توليد الطاقة الكهرومائية وتحقيق التنمية مع ضرورة تحديد إجراءات وتدابير تخفيف آثار الجفاف، لمواجهة حالات الجفاف أو الجفاف الممتد التي قد تتزامن مع فترة ملء سد النهضة، وكذلك الاتفاق على قواعد تشغيله.
من جانبها، نقلت وكالة "رويترز" عن وزير الري المصري محمد عبد العاطي قوله: "بعد اجتماعات استمرت يومين في العاصمة الأثيوبية أديس ابابا، لم نتوصل إلى اتفاق اليوم، لكننا على الأقل حققنا وضوحاً في كل القضايا، بما في ذلك ملء (الخزان). نأمل التوصل إلى اتفاق الأسبوع القادم في واشنطن".
وبدأت في أديس أبابا يوم الأربعاء جولة المباحثات الفنية الرابعة والأخيرة بين وزراء الري والخبراء من مصر والسودان وأثيوبيا منذ اتفاق وزراء الخارجية في واشنطن يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 على خريطة عمل تنتهي باجتماع في 13 يناير/ كانون الثاني، لواحد من أمرين؛ إما وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق شامل ودائم بين الدول الثلاث حول ملء بحيرة سد النهضة وقواعد تشغيله والآلية التي سيتم من خلالها مراقبة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وإما الاتفاق على تمديد المفاوضات بطلب من الراعي الأمريكي لها لفترة محددة أخرى بعد تقييم ما تم إنجازه خلال المفاوضات الفنية.
وبدأت أثيوبيا في العام 2011 إنشاء سد النهضة على النيل الأزرق بهدف توليد الكهرباء. وتخشى مصر من تأثير السد في حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
وكانت مصر قد أعلنت في وقت سابق وصول المفاوضات حول سد النهضة إلى طريق مسدود، قبل أن تتدخل واشنطن وتدعو وفوداً من الدول الثلاثة لمناقشة الأزمة في واشنطن في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.