أبلغت قيادة الجبهة الداخلية في الاحتلال الصّهيونيّ ستة شبان فلسطينيين من بلدة العيسوية في القدس الشرقية، بأنها تعتزم إصدار أوامر اعتقال منزلي ليلي إداري لعدة أشهر بموجب أنظمة طوارئ وضعها الانتداب البريطاني. ولفتت صحيفة "هآرتس"، يوم الإثنين، إلى أنَّ استخدام أنظمة الطوارئ هذه "غير مألوف"، وأنَّ قائد الجبهة الداخلية تامير يدعي سيصدر أوامر الاعتقال هذه بصفته القائد العسكري للمنطقة، علماً بأن الكيان الصهيونيّ يزعم أن القدس الشرقية تقع تحت "سيادة" الكيان الصهيوني، ويعني إصدار الجيش، وليس الشرطة، أوامر كهذه اعترافاً بأن القدس الشرقية هي أرض محتلَّة.
يُشار إلى أنَّ أنظمة الطوارئ الانتدابية تمنح صلاحيات واسعة لقادة الاحتلال الَّذين يستخدمونها من أجل تنفيذ اعتقالات إدارية وهدم بيوت في الضفة الغربية، وأن "واستخدامها في مناطق تحت سيادة إسرائيل نادر جداً"، وفقاً للصحيفة. واستخدمت هذه الأوامر في الماضي من أجل منع قياديين فلسطينيين من التنقّل من القدس إلى الضفة أو من أجل هدم منازل في القدس المحتلة.
ونقلت الصَّحيفة عن محامين صهاينة وفلسطينيين قولهم إنهم لا يتذكَّرون حالات أصدر فيها قائد الجبهة الداخلية أمر اعتقال إداريّ شخصيّ ضد فلسطينيين في القدس، كالَّذي يعتزم يدعي إصداره الآن.
وجرى استدعاء الشبّان الستّة إلى "قسم الأقليات" في الشرطة في القدس لإبلاغهم بنيّة فرض الاعتقال الإداري المنزلي عليهم، بادعاء أنهم يشاركون في مواجهات تدور في العيسوية وبإلقاء حجارة. وقال البلاغ الذي تسلّمه الشبان: "أبلغك بهذا بأنَّ قائد قيادة الجبهة الداخلية يدرس فرض قيود اعتقال منزلي ليلي عليك لعدة أشهر، بموجب صلاحيات أنظمة الدفاع لحالات الطوارئ من العام 1945، وذلك على خلفية معلومات حسّاسة تم استعراضها أمامه من قبل الجهات الأمنية، وتشير إلى أنّه من شأن نشاطكم أن يشكّل خطراً على أمن الدولة والجمهور".
وجاء في بلاغ تسلَّمه أحد الشبان: "إنّك ناشط إرهاب شعبي في الحيّ الّذي تسكنه. ومعروف، في هذا الإطار، أنك ضالع في أعمال شغب وإلقاء زجاجات حارقة". وجرى منح الشبان الستة مهلة 48 ساعة للردّ على البلاغ الذي وقَّعه مساعد المستشار القضائي للجبهة الداخلية عميت غولدنبرغ.
ويأتي إصدار أوامر الاعتقال الإداري المنزلي فيما تدور مواجهات يومية في العيسوية، نتيجة لاستفزازات الشرطة الصهيونية التي تقتحم البلدة يومياً وتقوم بأعمال استفزاز للمواطنين فيها من دون أيّ سبب. وتزعم الشرطة أنَّ قواتها تتواجد في العيسوية من أجل ضبط النظام ومنع إلقاء حجارة أو زجاجات حارقة، إلا أنّ تقريراً نشرته "هآرتس" أكَّد أنه طوال سنة سبقت بدء الاستفزازات الشّرطيّة لم يطلق أيّ حجر أو زجاجة حارقة من العيسويّة.
وداهمت قوات الشرطة الصهيونية العيسوية، الليلة الماضية، واعتقلت 15 شخصاً بعد مداهمة بيوتهم. ونقلت الصَّحيفة عن عدد من المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم قولهم إنَّ أفراد الشرطة هدَّدوهم بأنهم إذا لم يعملوا على وقف إلقاء الحجارة، فإنَّ الشرطة ستسلب منهم مكانة المواطنة في القدس المحتلة.