صادقت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي، أمس الجمعة، على لائحة التهم الموجهة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يمهّد الطريق أمام جلسة للتصويت على عزله للاشتباه بارتكابه تجاوزات؛ مدشنة بذلك رسميا أولى خطوات العزل.


وصوّت الديمقراطيون والجمهوريون في اللجنة على أساس حزبي (23 مقابل 17) لصالح توجيه تهمتين لترامب، ما يمهّد لجعله ثالث رئيس يواجه احتمال عزله في تاريخ الولايات المتحدة.

وأقرت اللجنة على توجيه تهمتين إلى ترامب هما "عرقلة العدالة" و"إساءة استغلال السلطة عبر الضغط على أوكرانيا من أجل الحصول على دعم سياسي محلي". ويمثل تصويت اللجنة القضائية على التهم الموجهة إلى ترامب النظير السياسي للائحة الاتّهام. 

وبموجب قرار اللجنة القضائية، ستطرح التهمتين للتصويت في مجلس النواب بجميع أعضائه، خلال جلسة عامة مقررة الأسبوع المقبل. وسيلي ذلك محاكمة في مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية.

في المقابل، وصف البيت الأبيض الجمعة تصويت مجلس النواب على لائحة التهم التي قد تفضي إلى محاكمة ترامب بهدف عزله الأسبوع المقبل بـ"المهزلة البائسة".

وقالت مسؤولة الإعلام في البيت الأبيض، ستيفاني غريشام، في بيان إن نقاش اللجنة القضائية حول الموافقة على مادتي العزل "وصل إلى نهاية مخجلة".

ومع إقرار اللجنة بقيادة الديموقراطيين لائحة التهم، فإن مجلس النواب بأكمله سيصوت على الأرجح على مادتي العزل بنهاية الأسبوع.

وأضافت غريشام "يتطلع الرئيس الآن ليلقى في مجلس الشيوخ معاملة عادلة وتطبيق الإجراءات القانونية التي يواصل مجلس النواب منعها عنه بشكل مخز".

ويجري مجلس النواب بقيادة الديمقراطيين تحقيقا في مزاعم إساءة استخدام ترامب سلطته الرئاسية عبر الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق ضد أحد الخصوم السياسيين.

ويعود أساس القضية إلى محادثة هاتفية في 25 تموز/ يوليو الماضي، طلب ترامب خلالها من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "يهتم" بأمر نائب الرئيس السابق، جو بايدن، الذي يعتبر أقرب الديمقراطيين لمنافسين ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.

ويُشتبه في أن الرئيس ترامب ربط حينها مسألة صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار يفترض أن تتسلمها أوكرانيا، بإعلان كييف أنها ستحقق بشأن نجل بايدن الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة "غازبوريسما" الأوكرانية.

ويرفض ترامب تلك الاتهامات ويقول إنها "حملة مطاردة" ومحاولة "انقلاب ضده"، ويتوعد بالانتقام من الديمقراطيين بانتخابات العام المقبل.

ومصادقة مجلس النواب على التهم الموجهة لترامب أمر متوقع نظرا لتمتع الديمقراطيين بالأغلبية؛ حيث يمتلكون 233 مقعدا مقابل 197 مقعدا للجمهوريين.

ومن شأن تصويت مجلس النواب لصالح عزل ترامب أن يُحيل القضية على مجلس الشيوخ، حيث ستتم محاكمة رئيس في منصبه للمرة الثالثة في تاريخ الولايات المتحدة.

وسيترأّس المحاكمة رئيس قضاة المحكمة العليا، بينما ستتشكل هيئة المحلفين من أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم مئة. أما أعضاء مجلس النواب، فسيتولون دور المدعين فيما يدافع محامو الرئيس عنه.

إلا أن إدانة ترامب ستكون صعبة، إذ تتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، حيث يحظى الجمهوريون بـ53 من مقاعد المجلس البالغ عددها 100.