زلزال يضرب جزيرة هوكايدو اليابانيَّة في أحدث كارثة طبيعيَّة في البلاد
ضرب زلزال قوي جزيرة هوكايدو في شمال اليابان، يوم الخميس المنصرم، وأدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقلّ، وتسبَّب في انهيارات أرضية وانقطاع الكهرباء عن جميع سكان الجزيرة، وعددهم 5.3 مليون شخص.
ومن المرجّح ارتفاع عدد قتلى الزلزال، الذي بلغت قوته 6.7 درجات ووقع قبل الفجر، مع بحث عمال الإنقاذ عن ضحايا في منازل دفنت جراء انهيارات أرضيّة.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن. إتش.كيه) إن نحو 33 شخصاً مفقودون، وإن 300 شخص أصيبوا. ويعاني أربعة أشخاص من سكتة قلبية، وهو وصف يستخدم عادة في اليابان قبل تأكيد وفاة الشخص.
والزلزال أحدث كارثة طبيعية في سلسلة كوارث تعرَّضت لها اليابان خلال الشهرين الماضيين، شملت أعاصير وسيولاً وموجةً حارةً سجّلت ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة.
وأظهرت صور التقطت من الجو عشرات الانهيارات الأرضية بامتداد سلسلة تلال قرب بلدة أتسوما في جنوب هوكايدو. كما أظهرت الصور حطاماً متفرقاً لما يبدو أنه منازل أو مخازن منهارة. وقال رئيس الوزراء شينزو آبي إن 25 ألفاً من قوات الدفاع الذاتي سينتشرون للقيام بعمليات إنقاذ.
وانقطعت الكهرباء في الجزيرة السياحية التي تشتهر بجبالها وبحيراتها ومأكولاتها البحرية، بعدما أغلقت شركة كهرباء هوكايدو كل محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري في أعقاب الزلزال كإجراء احترازي.
وهذه أوَّل مرة تنقطع فيها الكهرباء عن الجزيرة منذ إنشاء الشركة في العام 1951.
وبعد مرور 12 ساعة تقريباً، عادت الكهرباء إلى مناطق من سابورو عاصمة هوكايدو وأساهيكاوا ثاني أكثر مدن الجزيرة. وتوقَّفت حركة القطارات في أنحاء الجزيرة.
وكان من المقرّر أن يبدأ الحزب الديمقراطي الحر الذي ينتمي إليه آبي الجمعة المنافسات على زعامة الحزب، لكنه قال إنه لن تُجرى أي حملات حتى يوم الأحد. وألغى آبي ومنافسه شيجيرو المشاركة في حملات إعلامية كانت مقررة يوم الجمعة.
وأظهرت لقطات من القسم الجنوبي الشرقي لسابورو طرقاً مدمرة وطيناً يغطي طريقاً رئيسياً.
وذكرت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية أنَّ الزلزال وقع الساعة 3:08 صباحاً بتوقيت اليابان (1808 بتوقيت غرينتش أمس الأربعاء) على عمق 40 كيلومتراً، وكان مركزه على بعد 65 كيلومتراً جنوب شرقي سابورو. وأضافت الهيئة أنَّ شدَّته سجّلت في أتسوما أعلى درجة على مقياس ياباني للزلازل يضمّ سبع درجات، لتعدل بذلك قياساً سابقاً.
وأغلق المطار الرئيسي في الجزيرة، وظل مغلقاً على مدى يوم الخميس على الأقل. وشوهد حطام ومياه على الأرض في صالات المطار. وأتى إغلاق المطار بعد أيام من إغلاق مطار كانساي، وهو مطار مهمّ آخر يقع في غرب اليابان، بسبب إعصار جيبي الذي أدى إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة المئات.
وفي يوليو/ تموز، تسبَّبت الأمطار الموسمية في غرب اليابان بسيول أدت إلى مقتل أكثر من مئتي شخص ودمار واسع النطاق. وأعقبتها موجة حارة سجّلت ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة التي بلغت 41.1 درجة مئوية، وأدت إلى مقتل 80 شخصاً على الأقل.
وقالت هيئة الأرصاد إنَّ سلسلة هزات ارتدادية أضعف قوةً أعقبت الزلزال. وطالبت السلطات السكان بأخذ احتياطاتهم.
وتقع اليابان على "حلقة النار" المؤلفة من مجموعة من خطوط الصّدع والبراكين، وتحيط جزئياً بحوض المحيط الهادي.