تعمَّد الجيش الصّهيونيّ تزييف سجلات الإحصائيات المتعلّقة بتجنيد اليهود الحريديين في صفوفه، بحيث اعتاد مضاعفة نسبة التجنيد وزيادة عدد المجنّدين بشكل يتناقض مع النسب والأعداد الحقيقية.
وكشفت الإذاعة الصّهيونيّة الرسمية "كان" النقاب عن تزييف السلطات في الجيش السجلات المتعلّقة بتجنيد الشبان الحريديين، فيما استعمل الجيش أسلوب الكذب والتضليل.
وقدَّم الجيش تقارير كاذبة حول تجنيد الحريديين لجميع الهيئات الحكومية، من ضمنها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ولوزير الأمن ورئيس هيئة أركان الجيش، وذلك بغرض إظهار معطيات تتناسب مع أهداف التجنيد التي تم تحديدها.
ووفقاً لما كشف عنه من معطيات، فقد تبيَّن أنّ عدد المجنّدين تضاعف حتى ثلاثة أضعاف. ففي العام 2017، أبلغ الجيش أنه تم تجنيد 3070 من الجنود الحريديين، ولكن في الواقع تم تجنيد 1300 فقط، إذ تعمَّدوا إضافة مجندين من اليهود غير الحريديين إلى قوائم المجندين الحريديين.
وقام الجيش بين الأعوام 2013 إلى 2018 بإدارة قسم تجنيد الحريديين، في الوقت الذي مورست ضغوطات في الساحة السياسية والحزبية لرفع نسبة تجنيدهم، وفقاً لقانون "طال" القاضي بتجنيد الحريديين وإيجاد الحلول لمسألة الواجبات التي ستفرض على طلاب المعاهد الدينية.
ومن أجل الالتفاف على هذه الضغوطات وإسكات الانتقادات، تعمَّد القسم الخاص بالحريديين في الجيش صياغة وكتابة تقارير كاذبة ومزيّفة بشأن عدد الشبان الحريديين الذين ينخرطون في الخدمة العسكرية.
وفي العام 2011، كان هناك 600 مجنّد من الحريديين، لكن في الواقع أبلغوا عن 1200 جندي من الشبان الحريديين. وكلّ عام زاد عددهم، وأبلغوا عن زيادة وارتفاع بموجب التقارير المزيّفة التي قدّمت للهيئات الحكومية المختلفة.
يأتي ذلك فيما تظهر المعطيات أنَّ نسبة التجنيد في الجيش الصهيوني تنخفض باطراد بمرور السنين، وانخفضت نسبة المجندين بين الرجال اليهود من 77% في العام 2005 إلى 69% في العام 2019. كذلك انخفضت نسبة المجندات اليهوديات من 59% في العام 2005 إلى 56% في العام الحالي.
ورجَّحت وسائل إعلام صهيونية أنَّ سبب تراجع نسبة التجنيد مرتبط بأزمة قانون التجنيد الَّذي يسمح عدم تعديله ببقاء الحريديين خارج الجيش، باستثناء نسب ضئيلة، فيما يشعر غير الحريديين الذين يتجنّدون بأنهم يتحمّلون عبئاً أكبر، وبالتالي فإنه يوجد انعدام مساواة في تحمّل الأعباء.
يُذكر أنه في نهاية العام 2018، أقيمت مديرية خاصة بالحريديين في الجيش، يشرف عليها الضابط العسكري تيلم حزان الذي كان نائب قائد لواء المظليين. وعندما طلب منه الإبلاغ عن عدد الجنود الحريديين المسجّلين في تلك السنة، أجرى تفتيشاً دقيقاً لجميع وحدات الجيش، ووصل إلى 1650 جندياً.
وذكر تقرير الإذاعة أنه طلب من الضابط حزان زيادة الأعداد أو التقريب لمطابقتها مع التقرير المزيّف للعام 2017، والذي تم فيه صياغة ووضع إحصائيات تفيد بتجنيد 3070 من الجنود الحريديين في ذلك العام.
وعقب الكشف عن ذلك، أقرَّ الجيش في ردّه على وسائل الإعلام بالتزييف في التسجيلات قائلاً: "اكتشف الجيش الإسرائيلي مؤخراً خطأ في إحصاء عدد الجنود الحريديين في السنوات الأخيرة. ومع الكشف عن الخطأ، تم استخلاص العبر وتعلم الدروس فيما يتعلق بمعايير الفرز والالتزام الصارم بالجسم الذي يحسب الجنود داخل الجيش".