شرع مئات الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، أمس الخميس، بإضراب عن الطعام ليوم واحد، تضامنًا مع الأسرى المحررين المعتصمين ضد قطع رواتبهم في مدينة رام الله.
ويواصل الأسرى المحررون المعتصمون الإضراب عن الماء والدواء لليوم الثاني على التوالي، بعد أن فشل لقاؤهم برئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في التوصّل إلى حلّ للأزمة، ما أدى إلى نقل ثلاثة منهم إلى المشفى.
وفي تصريحات صحافيَّة، قال الأسير المحرّر سفيان جمجوم إنَّ رئيس الوزراء اشتية اعتذر عن فضّ الاعتصام والاعتداء على الأسرى، مؤكّداً أن ما جرى معيب ولم يكن يعلم به.
وكان المعتصمون قد أكَّدوا تعرّضهم لاعتداء من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فجر الثلاثاء، وهو الأمر الذي نددت به فصائل فلسطينية وشخصيات وطنية ومؤسَّسات حقوقية.
وشدَّد المعتصمون على أنه في حال قيام الأجهزة الأمنية بقمعهم، فإنهم سيواصلون الإضراب حتى لو اضطروا إلى أن ينتهي الحال بهم كشهداء.
وبعد ارتداء المعتصمين الأكفان المكتوبة عليها أسماؤهم، لم تحتمل زوجة الأسير سفيان جمجوم مشهد ارتدائه الكفن، ما أدى إلى إصابتها بإغماء وإسعافها من قبل الطواقم الطبية.
وقال الناطق باسم الأسرى المحرّرين المقطوعة رواتبهم، علاء الريماوي، خلال مؤتمر صحافي: "مشهد الأكفان هو نموذج لمخاطبة ضمائر المسؤولين، والضمير الشعبي، والحالة الإنسانية"، مؤكّداً أنّ الأسرى المحررين سيدخلون مرحلة الخطر بعد يومين من الامتناع عن الماء.
وأوصى الريماوي إذا ما حلَّ به مكروه بأن يصرف ثلث مرتبه لشهيد من غزة، وثلثه لشهيد في الضفة، وثلثه لشهيد من الأراضي المحتلة العام 1948، كما أوصى برفع الرايات السود على المؤسَّسات الرسمية، ودفن الأسرى المحررين في مكان اعتصامهم.
وكانت نقابة المحامين الفلسطينيين قد أصدرت بياناً الأربعاء أكَّدت فيه عدم مشروعية قطع رواتب الأسرى المحررين، وأعلنت التضامن معهم، مطالبةً بإبعاد قضية الأسرى عن الانقسامات السياسية.
وأعلن مجلس نقابة المحامين تعليق العمل في كلّ المحاكم والنيابات العامّة، وحمّلت النقابة السلطة الفلسطينية مسؤولية سلامة المعتصمين، مطالبة بتحقيق مطالبهم.
وتلقّى الأسرى المحرّرون المقطوعة رواتبهم وعوداً العام الماضي من السلطة الفلسطينية بحلّ أزمتهم بعد اعتصام في وسط رام الله، لكنَّ الأزمة ما زالت قائمة، ونفَّذ المحررون المقطوعة رواتبهم فعاليات ووقفات احتجاجيَّة في شوارع رام الله وأمام مجلس الوزراء الفلسطيني، كما يواصل عدد منهم إضراباً عن الطعام.