عبّرت الحكومة الصهيونية، علناً، عن دعمها مجرمي الحرب في ميانمار الَّذين يواجهون مسارًا قضائيًا في المحكمة الدولية في لاهاي التابعة للأمم المتحدة (ICJ)، بتهمة الإبادة الجماعية بحقّ الأقلية المسلمة في إقليم أركان (الروهينجا) في ميانمار.
وجاء الدّعم الصهيوني متمثلًا بتغريدة للسفير الصهيوني لدى ميانمار، رونين غيلؤور، عبّر خلالها عن دعمه و"تمنياته بنجاح" المسؤولين في ميانمار خلال مناقشات محكمة العدل الدولية في دعوى رفعتها غامبيا على خلفية قمع أقلية الروهينجا المسلمة في البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
وغرّد السفير الصهيوني على حسابه الرسمي في موقع "تويتر" قائلاً: "نعبّر عن مساندتنا لقرار جيّد (صادر عن المحكمة). مع تمنياتنا بالنجاح".
وعاد غيلؤور، أمس الأربعاء، ليؤكّد موقفه الداعم للمتهمين بالإبادة الجماعية، حيث نشر على "تويتر" صورة تجمعه بنواب في البرلمان البورمي، وأشار إلى أنه ناقش خلال اجتماعه بهم الدعوى المقدمة ضدهم في المحكمة الدولية، وكرَّر تمنياته لهم بالنجاح.
ولفت الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" إلى أنه توجّه إلى وزارة الخارجية الصهيوني طلب للتعقيب على ما نشره السفير، ما دفع الوزارة إلى حذف التغريدتين، كما رفضت الإدلاء بأيّ تصريح بهذا الخصوص.
وقبلت المحكمة الجنائية الدولية في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري طلب النيابة العامة بفتح التحقيقات في الجرائم المرتكبة ضد مسلمي الروهينجا، موضحةً أنَّها اقتنعت بوجود "أساس معقول" للاعتقاد بأنَّ "أعمال عنف ممنهجة ربما ارتكبت" بحق مسلمي أقلية الروهينغا في إقليم أراكان منذ 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2016.
في المقابل، أعلن مكتب زعيمة ميانمار الفعلية، سان سو كي، أنَّها ستزور لاهاي في كانون الأول/ ديسمبر، للردّ على الدعوى المرفوعة ضد بلادها في محكمة العدل الدولية على الإبادة الجماعية للروهينجا.
وكشفت تقارير صحافية أنَّ العلاقات بين الكيان الصهيوني وميانمار مستمرة منذ سنوات، وتشمل علاقات أمنية تواصلت حتى بعد فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حظر بيع أسلحة وتزويد خبرات أمنية لميانمار.
وكانت صحيفة "هآرتس" كشفت في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، أنَّ الكيان الصهيوني نقل أسلحة متطورة إلى ميانمار خلال ارتكاب الأخيرة جرائم التطهير العرقي بحق أقلية الروهينجا المسلمة، وأن صفقات بيع الأسلحة الصهيونية لأنظمة القمع المختلفة لم تتوقف حتى بعد انكشاف عمليات التطهير العرقي ضد الأقلية المسلمة في ميانمار.
وتفاخر سلاح البحرية البورمي، حينها، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، باستقبال سفينة سلاح البحرية الصهيونية من طراز سوبر دفوار 3 لدى وصولها إلى شواطئ البلاد، إلى جانب صور للسفن الحربية التي اشترتها بورما من الكيان الصهيوني قبل نصف عام، في الوقت الذي اتُهم الجيش البورمي بارتكاب جرائم تطهير عرقي.
كما وقَّعت وزارة الخارجية الصهيونية في نهاية أيار/ مايو 2018 على اتفاق تعاون مع ميانمار في مجال التربية والتعليم، وذلك تحت عنوان "نواصل التعاون مع أصدقائنا في أنحاء العالم"، في إشارةٍ إلى ميانمار التي أعلنت الأمم المتحدة أن جيشها ارتكب عملية تطهير عرقي بحق أقلية الروهينجا، تضمَّنها نزوح مئات آلاف الناجين.