أدان مختصون في شؤون الأسرى الجريمة الصهيونية الجديدة بحق الأسير سامي أبو دياك، والتي أدت إلى استشهاده في عيادة سجن الرملة، مؤكدين ضرورة مواجهة الجرائم الصهيونية بحق الأسرى بردّ فلسطيني قويّ على جميع المستويات المحلية والدولي، وصولاً إلى لجم الاحتلال.
يشار إلى أنّ الأسير أبو دياك المريض بالسرطان استشهد جراء سياسة الإهمال الطبي التي يتعمد الاحتلال ممارستها تجاه الأسرى المرضى، وعدم الاكتراث لمطالبهم الإنسانية.
وكان الأسير أبو دياك قد بعث رسالة كتبها بخط يده، مناشداً فيها الجميع بالعمل على إنقاذه من الأسر ليقضي بقية أيامه بين أحضان والدته، ولا يكون رقماً في مقابر الأرقام الصهيونية، كما حدث مع الأسير الشهيد بسام السايح سابقاً.
وأكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أن سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال بشكل متعمد ضد الأسرى، والتي تقود إلى الاستشهاد، يتم تنفيذها ضمن خطة استراتيجية صهيونية من أعلى المستويات الصهيونية ضد الأسرى الفلسطينيين.
وأشار فارس إلى أن كل مؤسسات كيان الاحتلال منخرطة ومتورطة في الجرائم ضد الأسرى الفلسطينيين، وفي السنوات الأخيرة بدا واضحاً تدخل القيادة السياسية الصهيونية بشكل مباشرة في الحرب ضد الأسرى برئاسة بنيامين نتنياهو وطاقمه الوزاري، موضحاً أن الأمر في السابق كان مختلفاً ومقتصراً على المؤسسات الأمنية وما تسمى بالقضائية لدى الاحتلال، لكن اليوم القيادة الصهيونية بقيادة نتنياهو تمارس الحرب على الأسرى على قاعدة الكراهية والحقد تجاه الفلسطينيين المناضلين.
ولفت إلى أنَّ الأسير الشهيد أبو دياك كان قد تعرَّض للقتل في العام 2015، واستمرت معاناته مع المرض حتى يوم استشهاده.
وشدَّد فارس على ضرورة أن تقابل الاستراتيجية الصهيونية في الحرب ضد الأسرى باستراتيجية فلسطينية في الدفاع عن قضية الأسرى من أعلى المستويات، وتشمل جميع شرائح المجتمع، من حكومة ومؤسسات وفصائل، وحراك شعبي.
وأكّد ضرورة الوحدة لمواجهة هذه المخاطر، أما العمل من دون تنظيم، فهو لا يشكل كابحاً للاحتلال ليكفّ عن ممارساته.
وقال فارس: "إن استشهاد الأسير سامي أبو دياك يطرح أسئلة كبيرة علينا كفلسطينيين قبل المجتمع الدولي، لأنّ حرية فلسطين هي مسؤولية فلسطينية، وليس المجتمع الدولي، إضافةً إلى أننا نحن من وعد الشعب بالحرية والاستقلال".
وأشار إلى أنّ السنوات الماضية شهدت تراجعاً في قضية الأسرى، وأفقدت الحركة الوطنية زمام المبادرة، وبالتالي لا بدَّ من التفكير بعمق وملياً من أجل البحث في كيفية استعادة زمام المبادرة، وجعل مشروع الاحتلال خاسراً لإعادة النظر في حساباتهم، ليبدأ مشروع الاحتلال بالانحسار. وأضاف: "من دون تحشيد الطاقات الفلسطينية والعمل بطريقة منظمة ومخطَّطة لا أعتقد أن نتائج مبهرة ستتحقّق".
وأكَّد أنَّ الوحدة الوطنية ستعيدنا لاستعادة المبادرة، وهذا سيقودنا لتحسّن في أداء المجتمع الدولي، لأنَّ سقف المجتمع الدولي لن يكون أعلى من السقف الفلسطيني.
في السياق ذاته، أكد اللواء قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين "ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل وعدم الاكتفاء بالأقوال فقط"، موضحاً أن هيئة الأسرى ناشدت في بيان لها الجماهير للانتفاض رداً جريمة الأسير أبو دياك.
وقال أبو بكر: "إنَّ الإسرائيليين عوَّدونا على هذه السياسة القمعية الهمجية التي لا تنم عن الإنسانية التي يفتقدونها، وما يحدث داخل السجون الإسرائيلية من سياسة إهمال طبي تؤدي للوفاة، ينم عن سياسة تنفيذ الإعدام الميداني، سواء في داخل أو خارج السجون".
وأوضح أن الشهيد سامي أجريت له عملية جراحية، وتعرَّض لخطأ طبي، ونقلوه إلى عيادة الرملة، وكان يستجيب نوعاً ما للعلاج، لكنه أصيب بتلوث منذ ذلك الوقت، وهو يعاني السرطان، ومع هذا لم يكن ثمة استجابة لعلاجه بالشكل الصحيح.
وأشار إلى أنَّ حالة الشهيد الأسير سامي أبو دياك كحال الكثير من الأسرى، وقبله كان الشهيد بسام السايح، وسيلقى الأسرى الآخرون المصير نفسه إذا بقي الوضع على ما هو عليه من دون ضغط وتحرك على كافة المستويات.
وشدَّد على ضرورة أن يكود رد الفعل على حادثة استشهاد أبو دياك قوية على صعيد المؤسَّسات الدولية والحراك الشعبي.
وقال: "اليوم ستنطلق مسيرة قوية في جميع المدن الفلسطينية شجباً واستنكاراً لما يمارسه الاحتلال في السجون ضد الأسرى، ورفضاً للقرارات الأميركية بضم المستوطنات للسيادة الإسرائيلية".
وأشار إلى أنَّ الهيئة، وعبر وزارة الخارجية، التقت 50 سفيراً وشرحت لهم أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال. وقبل أيام في بوخرست، تم الاجتماع مع أطباء أوروبيين كانوا قد أرسلوا رسائل للأمم المتحدة وحقوق الإنسان والكيان الصهيوني طالبوه فيه بالسماح لهم بزيارة الأسرى، والأخير ردَّ عليهم بالموافقة على زيارة بعض السجون، والهيئة أكَّدت لهم ضرورة زيارة سجن وعيادة الرملة.
كما التقت الهيئة لجنتين في الأمم المتحدة في الأردن بعد أن رفض الكيان الصهيوني السماح لهم بالوصول إلى الضفة الغربية، واطلعوا على حال الأسرى، وقدموا تقريراً للأمم المتحدة، وطالبوا الاحتلال بضرورة تنفيذ بنوده.
وأوضح أبو بكر أنَّ أي جهود تبذل من أجل الأسرى لا تفيهم حقّهم إلا بالحرية.