دعا رئيس الحكومة الصهيونية المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، زعيم قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، لتشكيل حكومة وحدة قومية، وفك الارتباط مع الرجل الثاني في القائمة، يائير لبيد، فيما شكر رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، لإفشال إمكانية إقامة حكومة أقلية تستند على "داعمي الإرهاب"، في حلقة جديدة من مسلسل التحريض المتواصل على النواب العرب.
وفي افتتاحية جلسته مع كتلة اليمين المكونة من 55 عضو كنيست من الأحزاب اليمينية والحريديّة، قال نتنياهو: "نحن في لحظة مصيرية وفي مفترق طرق تاريخي، دولة إسرائيل أقوى مما كانت عليه من قبل اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا. لقد رأيتم ما حدث بالأمس عندما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن وضع المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة) - هذا شيء كان لا يمكننا إلا أن نحلم به".
وأضاف نتنياهو: "لدنيا فرصة تاريخية، وأؤكد لكم أنها لن تتكرَّر لتحقيق أمور هي في متناول اليد؛ ترسيم حدودنا، تطبيق السيادة على غور الأردن، والتوصل إلى اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، وإجراء تحالفات مع جيراننا".
وتابع: "لسنا بحاجة إلى إجراء انتخابات، وإنما إلى تشكيل حكومة وحدة لدحر الأخطار التي تحيط بنا واستغلال الفرص المتاحة"، وأضاف: "هناك أيضًا مخاطر أمامنا، انظروا إلى ما حدث الأسبوع الماضي في غزة وما حدث بالأمس في سوريا. لديّ رسالة موجهة إلى جميع أعدائنا في طهران ودمشق وبيروت وغزة: قد نكون في حكومة انتقالية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمن الإسرائيلي - فنحن متماسكون كرجل واحد. لا تخطئوا ولا تجرّبنا".
وأضاف نتنياهو: "أودّ أن أشكر ليبرمان الذي أزال الفكرة الوهمية لحكومة الأقلية، حكومة قائمة على الإرهاب وتتلقّى الأوامر من أعدائنا. أريد أن أسأل غانتس وغابي أشكنازي، كيف استطعتم الانجرار خلف فكرة لبيد المجنونة بالتخلي عن أمن إسرائيل؟".
واستطرد قائلاً: "أريد أن أقول لغانتس، لم يفت الأوان بعد، مهمة تشكيل الحكومة تستمرّ حتى نهاية اليوم، دعنا نجلس معاً لنعلن عن تشكيل حكومة وحدة قوميّة، هذا ما تحتاجه دولة إسرائيل".
وأضاف: "غانتس، أنا أدعوك إلى التحرّر من حق النقض الذي يمارسه عليك لبيد. افعل الأمر الصواب، وتعال إلى حكومة وحدة".
بدوره، هاجم رئيس حزب "شاس" أرييه درعي ليبرمان بشدة، معتبراً أنَّ الأخير يهاجم الحريديين "لأنه يريد لفت الانتباه. الشخص الذي يتحمل مسؤولية عدم تشكيل حكومة وحدة قومية أمس هو ليبرمان"، وأضاف أنه "سيتم تشكيل حكومة وحدة قومية من دون لبيد ومن دون ليبرمان".
وشهد العام الجاري إجراء جولتين انتخابيتين، الأولى في نيسان/ أبريل والثانية في أيلول/ سبتمبر، من دون أن يتمكن الحزبان الكبيران ("الليكود" و"أزرق أبيض") من تشكيل الحكومة.
وكان ليبرمان قد صرّح في وقت سابق اليوم بأنّ "إسرائيل في الطريق إلى إجراء جولة انتخابات ثالثة"، موجهاً اللوم إلى نتنياهو وغانتس بالمسؤوليّة عن الفشل في تشكيل حكومة وحدة قومية.
وتنتهي المهلة المحدّدة لغانتس قبل منتصف ليل الأربعاء الخميس، ولم يتبقَّ له سوى عدة ساعات لإبرام اتفاق ائتلافي، ولكن من دون دعم ليبرمان، فإنَّه لن يكون قادراً على تشكيلها. وفي حال فشل هذه الإمكانيَّة، فإنّ الكيان الصهيوني سيتجه إلى عقد جولة انتخابات جديدة رجَّحت وسائل الإعلام أن تجري في شهر آذار/ مارس المقبل.