تباينت آراء محللون سياسيون مختصون في الشأن الصهيوني، حول إمكانية أن يقدم بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تسير الأعمال لتنفيذ جريمة جديدة باغتيال أحد القادة السياسيين أو العسكريين في قطاع غزة لإفشال بيني غانتس من تشكيل الحكومة كالتي نفذها فجر الثلاثاء الماضي بحق قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس بهاء أبو العطا.
وأوضح المحللون السياسيون في تصريحات منفصلة لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الوقت المسموح لنتنياهو لارتكاب الجريمة قليل جدًا لكن كل شيء محتمل حتى في الدقيقة 90 من نهاية مهلة غانتس لتشكيل حكومة أقلية، فيما اعتبر محللان سياسيان بان تصريحات نتنياهو الأخيرة للاستهلاك الإعلامي فقط كونه يدرك ان غانتس سيفشل في تشكيل الحكومة.
وكان بنيامين نتنياهو قال اليوم الأحد: "إن اسرائيل لم تتعهد بشيء في تعليقه على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي قبل أيام، وأنه سيهاجم كل من يحاول المساس بإسرائيل وأن سياسته الأمنية لم تتغير مطلقًا" وفقًا لصحيفة معاريف الإسرائيلية.
المختص في الشأن الصهيوني فؤاد اللحام يرى بأن تصريحات بنيامين نتنياهو للاستهلاك المحلي ويستهدف "الجمهور الصهيوني فقط" ليؤكد بأن سياسة الإحتلال تجاه سكان قطاع غزة لم تهتز ولم تتغير رغم وجود اتفاق رسمي برعاية "مصر وروسيا والأمم المتحدة" يكذب نتنياهو وتأكيد فصائلي فلسطيني بانه "إن عدتم عدنا".
وقال اللحام في تصريح لفلسطين اليوم: "كل شيء من الكيان الصهيوني وخاصة بنيامين نتنياهو متوقع لكن لا يمكن الجزم بتحقيقه، فالمنطق الآن يقول بأن نتنياهو لن يقدم على ارتكاب جريمة جديدة أولاً لأن نتنياهو إدراك عالي جدًا بفشل غانتس من تشكيل حكومة أقليات، ثانيًا أن نتنياهو يضمن وجوده في رئاسة الوزراء لمدة 21 يومًا أخرى فلماذا يقدم على جريمة جديدة، وفي حال فشل الأخر في تشكيل حكومة فإنه يبقى لمدة 3 أشهر جديدة حتى الانتخابات الثالثة للكنيست.
وأشار إلى ان نتنياهو لن يضيف أي شيء في خزينته السياسية في حال ارتكب جريمة جديدة لان القانون سيمنعه أيضا من ذلك إلا في حال التهديد الأمني العالي جدًا الذي يمكن توصيفه بأنه "قنبلة موقوتة".
من جهته قال المختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة: "أي شيء يخدم نتنياهو بالبقاء في رئاسة وزراء الإحتلال سيفعله نتنياهو دون أدنى شك حتى لو كان في الدقيقة 90 من المهلة المحددة لغريمه بيني غانتس.
وأضاف د. جعارة في تصريح لـ"فلسطين اليوم" "كل الجولات والاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة سواء كانت من أولمرت أو ليفني أو نتنياهو كانت عبر الاغتيالات لذلك هناك احتمال بأن يرتكب نتنياهو جريمة جديدة لحماية عرشه".
وشدد د. جعارة على أن أي شيء يخدم أمن الكيان الصهيوني، أي شيء يخدم استمرار نظام الحكم لنتنياهو، أي شيء يحول من دون انتهاء سيرة نتنياهو السياسية، أي شيء ينهي لوائح الاتهام ويمنع دخوله إلى السجن سيفعله نتنياهو بدون تردد.
وفي ذات السياق يعتقد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. عامر خليل بأن نتنياهو لن يقدم على ارتكاب حماقة جديدة ضد القيادات الفلسطينية لأن الوقت المتبقي أمامه قليل جدًا، خاصة عدم وجود أحداث أمنية تجعله يقنع مجتمع الإحتلال على القيام بحماقة جديدة.
ويرى د. خليل في تصريح لـ"فلسطين اليوم" أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تهدف فقط إلى كسب عطف الجمهور وهي للاستهلاك المحلي فقط".
وقال: "اعتقد أن نتنياهو انتهى سياسيًا ولن ينجح في منع غانتس من تشكيل حكومة أقلية بشكل كامل وهذا لا يعني تشكيل الحكومة فهناك الكثير من الأسئلة تدور في الكنيست فمن سيصوت على هذه الحكومة ومن سيعطيها التمثيل الأمور حتى الآن ليست واضحة".
وأشار بأن تصريحات غانتس عن إمكانية تشكيل حكومة أقلية تهدف إلى ممارسة الضغط على نتنياهو ليقبل بشروطه والتي تتمثل بـ "مشاركة الليكود فقط في حكومة وحدة وطنية، وليست كتلة اليمين كافة، ثانيًا عدم الحديث عن موضوع الحصانة أو إمكانية أن يحصل نتنياهو على الحصانة إذا ما واجهته لوائح اتهام".
ولفت إلى أن مهلة غانتس تنتهي يوم الأربعاء القادم، مرجحًا بأن يفشل في تشكيل حكومة أقلية وسيذهب رئيس الاحتلال إلى تفويض أحد أعضاء الكنيست لمدة 21 يومًا لتشكيل حكومة وفي حال فشل وهو المتوقع ستذهب إلى انتخابات ثالثة في شهر مارس 2020 المقبل وهذا السيناريو الأكثر وضوحًا في السياسة الحالية.