واصل العلامة السيد علي فضل الله استقبال وفود الحجاج في مقرّ إقامة بعثته في مكّة المكرمة، فاستقبل وفداً من الحجاج القادمين من الولايات المتحدة الأميركية، وتحدَّث إليهم عن نعمة الحجّ إلى هذه الديار التي انطلق منها الإسلام.. متوقّفاً عند المسيرة الإسلامية الكبرى التي أطلقها رسول الله محمد (ص)، والتي اتسعت ونمت تحت عين الله سبحانه، حتى بات الإسلام في حركة نماء عبر العالم كلّه.
وحذّر سماحته من أنَّ الإسلام يتعرَّض لحملة تشويه عالمية، إضافةً إلى التشويه الداخلي الذي لحق به من خلال المغالين والمتطرفين والجهات التكفيرية التي ساهمت في جعل كلمة الارهاب تأخذ طابعاً إسلامياً، وهو ما روَّجت له الجهات المعادية في العالم.
ورأى أنَّ المهمّة الَّتي تقع على عاتق المسلمين في الغرب كبيرة جداً، وخصوصاً في ظلِّ الحصار الإعلامي والثقافي والاقتصادي المفروض عليهم بطريقة وأخرى، داعياً إلى الحرص على تلافي الأخطاء، والاستفادة من التجارب السابقة، والمساهمة في عملية البناء الأخلاقي والإنساني في البلدان الغربية التي تحتضن المسلمين، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، بدلاً من الانخراط في أعمال فوضى أو أي شيء من شأنه الإساءة إلى النظام العام هناك.
وشدّد سماحته على أن يكون المسلمون رسل سلام في البلدان الغربية، رغم المعاناة والضغط الذي يتعرَّض الكثيرون منهم له.. داعياً إلى العمل للمستقبل والسعي إلى تأسيس مؤسَّسات ثقافية وتربوية من شأنها حماية الهوية الإسلامية ورعاية الأجيال الإسلامية في الغرب، بعيداً عن أيِّ تسييس أو تبعية، مشدداً على عدم نقل مشاكلنا المعقّدة في بلداننا إلى الاغتراب.