استقبل سماحة العلامة السيّد علي فضل الله في مركز البعثة في الحجّ، عدداً من الحجّاج والحملات والبعثات القادمة من العراق والبحرين ولبنان ودول خليجيّة أخرى.
وأكّد سماحته خلال هذه اللّقاءات أنّ موسم الحجّ ينبغي أن يمثّل أكبر الفرص لانفتاح السنّة على الشيعة، وانفتاح الشيعة على السنّة، في مواجهة كلّ ما نعيشه من فتن مذهبيّة أو صراعات سياسيّة تلبس لباس الدين.
وقال إنّنا في هذه المرحلة نحتاج إلى أن يسعى كلّ فريق سياسي، وكلّ دولة، إلى ما يمكن أن يفتح الآفاق المسدودة في العلاقات بين الدّول والجهات، رغم المحاولات الأجنبيَّة لقطع الطريق على محاولات الحوار بين هذه الدّولة وتلك.
وشدّد سماحته خلال استقباله بعثة المرجع الدّيني الشيخ اليعقوبي، على أنّ أئمة أهل البيت (ع) أرادوا لأتباعهم ألا ينعزلوا عن المسلمين من المذاهب الأخرى أو أن يكونوا حالة متناقضة معهم، بل أن يندمجوا معهم في مشهد إسلامي جامع، وخصوصاً عند تأدية مناسك الحجّ، ليكون ذلك مثلاً لهم وقدوةً في الأمور الأخرى.
ورأى ضرورة أن يعيش الفقيه والمجتهد في الواقع العملي، وأن يبتعد الفقه عن الجانب الفرديّ، أو أن يتحرّك بعقليّة ردود الفعل بعيداً من المقاصد الكبرى للشريعة.
ودعا سماحته، خلال محاضرة له، إلى تفعيل حركة الاجتهاد، بما يتناسب مع حجم الأسئلة التي تطرحها التحدّيات المعاصرة، وإلى إعادة تعزيز التديّن المعتدل الذي يحمل عمق الرّسالات، والذي يتعرّض لحملات قاسية من اتجاهات إلحادية أو مغالية في الدين.