تعمل بعض الشّركات الأميركيّة مؤخّرًا على تطوير توجّه تكنولوجيّ ذكيّ لفهم سلوك المستهلك بشكل أفضل، من أجل تخصيص عروضها، فتعمل شبكة "مكدونالدز" مثلًا على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآليّ في سبيل توقّع الطّلب الّذي يرغب به المستهلك قبل قيامه بذلك.
ويعمل المطّورون في شبكة المأكولات السّريعة على إدخال ميزة مسح لوحة تسجيل سيارات العملاء في الممر، بهدف الاطّلاع على ملفّهم التّعريفيّ لتوقّع طلباتهم، ويتركّز هدف استخدام هذه التكنولوجيا على منافسة قدرة شركة "أمازون" على معرفة مستهلكيها بشكل جيد، وتعديل طرق التفاعل معهم وفقًا لهذه التفضيلات.
ونشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي مقالًا للكاتب جو وليامز، قال فيه إن الشركات الأميركية تتبع توجهاً قائماً على فهم الكفاءة التشغيلية وتحسينها وخفض التكاليف وزيادة المبيعات.
وأورد وليامز في مقاله تصريحًا لرئيس قسم المعلومات، دانييل هنري، نقلًا عن صحيفة "نيويورك تايمز" جاء فيه: "أنت فقط تتقدم في السنّ وتتوقع دخول التكنولوجيا في مجالات أخرى من حياتك، لماذا لا يكون الأمر مختلفاً عند الطلب في مطاعم ماكدونالدز؟ لا نعتقد أنَّ طلب الطعام سيكون مختلفًا عن اقتناء المشتريات من أمازون".
وتعمل "مكدونالدز" على توظيف أحد كبار مديري طلبات السيارات للمساعدة على تطوير تكنولوجيا مسح لوحات السيارات، إضافةً إلى تعيين مدير أول للابتكار التكنولوجي لدعم تطوير التطبيقات الجديدة.
عملت شركة "مكدونالدز" منذ العام 2015 عند تعيين رئيسها التّنفيذيّ الجديد ستيف إيستربروك على تحديث التكنولوجيا التي تتداخل مع عمليات الشراء، وربّما كانت أوّلها مبادرة تطوير تطبيق "ماكدونالدز" وتوسيع نطاق شراكته لتسليم المنتجات مع خدمات "أوبر إيتس" والخدمات الأخرى. ومع ذلك، تعمل الشركة على تطبيقات أكثر تطوراً، وتدفع مبالغ ضخمة لتعزيز القفزة التكنولوجية.
كذلك حاولت الشركة الأميركية تعزيز حظوظها في المجال التكنولوجي، عبر خطوات عديدة، من بينها شراء شركة "ديناميك ييلد" للذكاء الاصطناعي مقابل 300 مليون دولار.
وتنتشر التكنولوجيا التي تخبر العمال بتفضيلات العملاء استناداً إلى الوقت وحالة الطقس في أكثر من 9500 موقع في الولايات المتحدة، كما أنها ستكون في جميع مطاعم "ماكدونالدز" في نهاية في العام 2019.
لم تكتفِ "ماكدونالدز" بذلك، حيث اشترت شركة "أبرينتي" للتشغيل الصوتي الناشئة، وذلك لتحسين قدرات التعرف إلى الصّوت في متاجرها، وفي ذلك إشارة إلى التوجّه الذي تسلكه عمليات طلب الوجبات.
ولتضمين جميع مجهودات الابتكار، أطلقت الشبكة الأميركية ما سمته "مك دي تاك لابز" (McD Tech Labs) ، الذي يضم فريقاً من المهندسين وعلماء البيانات في وادي السيليكون.
وتعمد الكثير من الشركات التكنولوجية إلى إطلاق "مراكز ابتكارات" منفصلة داخل المؤسَّسات المكلّفة بتطوير منتجات جديدة وتوسيع نطاقها.
وخلص المقال إلى أنه بالنسبة إلى العديد من المستهلكين، ستكون العروض التي تقدّمها شركات مثل "ماكدونالدز" أو "وول مارت" أول تجربة لها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.