كشفت دراسة أمريكية حديثة، أجراها باحثون بجامعة وايومنغ ومعهد سلفادور زبيران الوطني للعلوم الطبية والتغذية ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Journal of Physiology) العلمية، أن الآثار السلبية للسمنة التي تصيب الأمهات، تنتقل إلى الأجيال القادمة، وتسرع معدلات إصابة ذريتهن بالشيخوخة المبكرة، والأمراض المرتبطة بها.
وأوضح الباحثون أنه من المعروف منذ زمن طويل، أن السمنة تضعف عملية الأيض أو التمثيل الغذائي، وتزيد فرص الإصابة بأمرض السكري والقلب والأوعية الدموية.
ودرس فريق البحث تأثيرات سمنة الأمهات على ذريتهن، عبر مراقبة مجموعتين من الفئران الحوامل، الأولى كانت أمهاتها مصابة بالسمنة، فيما تمتعت أمهات المجموعة الثانية بأوزان طبيعية.
ووجد الفريق أن آثار فرط زيادة الوزن لدى الأمهات، تنتقل إلى النسل، ما يزيد من معدلات الشيخوخة لديهم، إضافة إلى مشاكل التمثيل الغذائي التي تحدث في الحياة لاحقا.
ووجد الباحثون أن نسل الأمهات البدينات أصيبوا بمزيد من الدهون في الجسم، وظهرت عليهم علامات مبكرة لمرض السكري، مثل الارتفاع المبكر في مقاومة الأنسولين، ما يزيد من التعرض لمرض السكري.
كما ظهر على نسل الأمهات البدينات ضعف في وظيفة الميتوكوندريا، وهي الأجزاء المسؤولة عن توليد الطاقة داخل الخلايا للحفاظ عليها، وهذه التغييرات تجعل من المرجح أن يصاب النسل بأمراض القلب عند الكبر.
وقال قائد فريق البحث، د. بيتر ناثانيلز، إن "هذه النتائج الجديدة تضاف إلى الأدلة المتراكمة لتأثير الظروف التي يتعرض لها الأجنة في الرحم، وتأثيراتها على الحياة المبكرة وصحة النسل وقابليتهم للإصابة بالأمراض مستقبلا".
وأضاف أن "الأبحاث السابقة التي أجراها الفريق كشفت أن الأم الحامل المصابة بالسمنة، وتتناول نظاما غذائيا غنيا بالدهون وعالي السكر أثناء الحمل، قد يصاب جنينها بمرض الكبد الدهني، والسمنة، واضطرابات التمثيل الغذائي في وقت لاحق من حياته".
وحذرت دراسات سابقة من أن زيادة وزن الأم أثناء الحمل، يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة للأم والطفل، منها السكري، وارتفاع ضغط الدم، والعيوب الخلقية، كما أنها تؤثر على نمو الجهاز العصبي للطفل.
وأضافت أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من زيادة الوزن، معرضون بنسبة 50 بالمئة لزيادة الوزن، وترتفع النسبة إلى 70 بالمئة إذا كان كلا الوالدين يعانيان من السمنة.