أكّدت مؤسَّسات حقوقيَّة فلسطينيّة، أمس الثلاثاء، أنّ سلطات الاحتلال تمارس 80 شكلاً من أشكال التعذيب مع المعتقلين داخل سجونها، بعد رصدها للممارسات وأشكال التّعذيب الّتي تمارس بحقّ المعتقلين، ابتداء من لحظة التوقيف والاحتجاز.
جاء ذلك خلال لقاء نظّمته "الهيئة المستقلّة لحقوق الإنسان"، في مقرّها في مدينة غزة، حول "التعذيب في السجون الإسرائيلية"، حيث قالت منسّقة وحدة المساعدة القانونية في مركز "الميزان" لحقوق الإنسان، ميرفت النحال، إنَّ مركزها تمكَّن من توثيق 80 شكلاً من أشكال التعذيب.
وبيّنت نحّال أنَّ "الجيش الإسرائيلي متورّط في تعذيب المعتقلين لحظة اعتقالهم".
بدورها، قالت مديرة مركز الضمير لحقوق الإنسان، هالة القيشاوي، في كلمة لها خلال اللقاء، إنّ كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية نصّت على حماية حقوق المدنيين والمعتقلين خلال النزاعات.
وأوضحت القيشاوي أن "السّلطات الإسرائيليّة تعتقل، بشكل نسبي ومتفاوت ووفق ترجيحات، ما يقدّر على الأقل بـ 20 فلسطينياً يومياً، بينما تفرج عما متوسّطه 2 تقريباً". وتابعت أنّ "هذا يعني أنّ معدّل من يتمّ اعتقاله بشكل يومي، أعلى من المُفرج عنهم أو المحررين".
وطالبت بضرورة توضيح الوضع القانونيّ للمعتقلين الفلسطينيين وضرورة اتباع آليات جديدة على المستويين الرسمي والشعبي، تساهم في حمايتهم من التعذيب.
من جانبه، قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، في كلمته خلال اللقاء، إنّ كلّ فلسطيني مرّ بتجربة الاعتقال تعرّض لنوع أو أكثر من التعذيب. وتابع: "منذ العام 1967، حوالى 73 أسيراً سقطوا شهداء في أقبية التحقيق الإسرائيليّة".
واعتبر فروانة أنَّ "التعذيب الَّذي يُمارس بحق المعتقلين سياسة إسرائيلية ممنهجة وجزء ثابت في التعامل معهم". وأضاف: "كما أنَّ آلاف المعتقلين، سواء الَّذين لا زالوا قيد الاعتقال أو المفرج عنهم، يعانون آثار التعذيب أو إعاقات بسببه".
وطالب فروانة القيادة الفلسطينية بضرورة التوجّه إلى "محكمة الجنايات الدولية، لتقديم المجرمين الإسرائيليين الذين يمارسون التعذيب بحقّ المعتقلين للمحاكمة".
ووفق إحصائيات رسمية صدرت عن هيئة شؤون الأسرى (تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية)، فقد وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى 5700 معتقل، بينهم 230 طفلاً و48 معتقلة و500 معتقل إداريّ (معتقلون بلا تهمة) و1800 مريض، بينهم 700 بحاجة إلى تدخّل طبيّ عاجل.