دافع دونالد ترامب بقوة عن القاضي بريت كافانو الذي اتهم مجددا بسلوك جنسي غير لائق في صباه بعد عام على تثبيته المثير للجدل في المحكمة العليا الأميركية.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر الأحد أن كافانو أخرج عضوه التناسلي عندما كان طالبا في جامعة يال في الثمانينات خلال أمسية كثرت فيها الخمور، وبعد أن شجعه أصدقاء على وضعه في يد طالبة.
وكشفت الصحيفة اسم شاهد على ما حصل، نقل الحادثة إلى الشرطة الفدرالية وأعضاء في مجلس الشيوخ قبل سنة، في الوقت الذي وجهت اتهامات أخرى إلى كافانو.
وذكرت الصحيفة أن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) المكلف التحقيق حول الشخصية التي اختارها دونالد ترامب للإنضمام إلى المحكمة العليا الأميركية، لم يتابع هذا الملف بعد تقديم شهادته.
وغرد ترامب "يجدد الديموقراطيون من اليسار المتشدد وشركائهم في الاعلام الزائف هجماتهم على كافانو (....) انه بريء وعومل بشكل فظيع".
وأضاف "على بريت كافانو أن يبدأ بلإطلاق ملاحقات بتهمة التشهير أو أنه سيتعين على وزارة العدل مساعدته" منددا بـ "أكاذيب غير مقبولة".
ولطالما دعم ترامب كافانو دون تحفظ، رغم الاتهامات الخطيرة التي ظهرت خلال عملية تثبيته في منصبه بمجلس الشيوخ في أيلول/سبتمبر 2018.
وكانت زميلة سابقة من المدرسة كريستين بلاساي فورد اتهمته بمحاولة اغتصابها في 1982. وخلال جلسة تم متابعتها باهتمام في مجلس الشيوخ أكدت أنها واثقة "100% " من أنها تعرضت لاعتداء جنسي من قبل كافانو عندما كان في الـ 17 وهي في الـ 15.
وأدلى كافانو بشهادته من بعدها مؤكدا أنه بريء وضحية حملة لتشويه سمعته يقودها اليسار المتطرف.
في حينها اتهمت ديبورا راميريز الطالبة السابقة في يال كافانو بوضع عضوه التناسلي قرب وجهها خلال سهرة في حادثة مختلفة من تلك التي كشفت الأحد.
وكان مجلس الشيوخ أمر الأف بي آي بفتح تحقيق متمم. وبعد تحقيقات مقتضبة لم تتمكن الشرطة الفدرالية من تأكيد اتهامات فور أو راميريز.
وبحسب صحافيي "النيويورك تايمز" الذين سينشرون كتابا قريبا حول الموضوع كانت راميريز قدمت قائمة بأسماء 25 شخصا قادرين على تأكيد أقوالها لكن المحققين لم يتصلوا بأحد.
وبعد استنتاجات الآف بي آي ثبت كافانو في منصبه بتأييد خمسين صوتا مقابل 48 ضد وسط تظاهرات في أنحاء البلاد.
وبات الآن قاضيا مدى الحياة في المحكمة العليا المكلفة البت في الخلافات المتعلقة بمواضيع رئيسية في المجتمع (الاجهاض وحمل السلاح وحقوق الأقليات...).
وتثبيته جعل المحكمة العليا تتجه إلى معسكر محافظ مع 5 قضاة من أصل 9 ويعتبر أحد أبرز انتصارات ترامب السياسية الذي يفتخر بالأمر في حملته لإعادة انتخابه في 2020.
ودعا مرشحون للانتخابات التمهيدية الديموقراطية إلى فتح تحقيقات بحق كافانو ووصفوا عملية تثبيته بأنها "عار". وغردت السناتورة كمالا هاريس "بريت كافانو كذب لمجلس الشيوخ والشعب الأميركي" مطالبة باقالته.