كشفت دراسة حديثة أنَّ اعتماد الأنظمة الغذائيّة النّباتيّة فقط، والخالية حتى من لحوم الأسماك، تعرّض متّبعها لمخاطر كبيرة، مبيّنةً أنّه لا يحمل الفوائد الّتي يروّج لها، بل على العكس، قد يسبّب أضرارًا تنعكس بشكل كبير على الجسم.
وبيّنت الدّراسة الّتي أشرفت عليها جامعة "أوكسفورد" البريطانيّة على مدى 18 عامًا، أنّ النباتيين، وإن كانوا أقل معاناة من النوبات القلبية، فإنهم أكثر معاناة من السكتات الدماغية، وأنّهم معرّضون لمشاكل صحيّة، مثل التعب والصداع المتكرّر.
واعتمدت الدّراسة الّتي نشرت في مجلّة The British Medical Journal العلميّة، على متابعة بيانات 48 ألف شخص، بينهم نباتيّون وآكلو لحوم، لم تكن لديهم أمراض في القلب، ولم يعانوا أيَّ جلطات في الماضي، لتظهر النتائج أنّ الأشخاص الّذين كان غذاؤهم خاليًا من اللحوم والأسماك والمنتجات الحيوانية كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 20 في المئة مقارنةً بالآخرين.
في المقابل، خلال فترة البحث على مدى 18 عامًا، سجّلت 2820 حالة من أمراض القلب، و1072 حالة من السكتات الدماغية لدى المشاركين، فيما لاحظ الباحثون أنّ آكلي اللّحوم كانوا عرضةً أكثر بكثير للإصابة بأمراض القلب مقارنة مع النباتيين.
وأرجع الباحثون ذلك إلى أنّ اللّحوم تساهم في ارتفاع مؤشر كتلة الجسم بشكل كبير وارتفاع مستويات الكوليسترول في الجسم، فيما عزوا ارتفاع احتمال السكتة الدماغية لدى النباتيين إلى انخفاض مستوى الفيتامينات، وبخاصّة فيتامين "بي 12"، الذي يتواجد بشكل رئيسي في المنتجات الحيوانية والأسماك، وأيضاً في الألبان والأجبان.
وتأتي نتائج الدّراسة مناقضةً للعديد من الدّراسات السّابقة الّتي تقول بأهمية اتّباع نظام غذائيّ نباتيّ. ورغم ذلك، فقد أشار الباحثون إلى أهميّة إجراء دراسات أخرى من أجل إثبات النتائج بشكل قطعيّ.
ونصح الخبراء باتباع نظام غذائيّ كامل ومتنوّع من أجل حياة صحيّة أفضل، مؤكّدين أنّ التنوّع الغذائيّ مفيد للجسم، لما فيه من تنوع في العناصر الغذائيّة المختلفة. ووفقاً للدراسة البريطانية، فمن المهمّ أن نقلّل كمية اللحوم مقابل تناول المزيد من الأسماك، والاعتماد على نظام غذائي شامل للألبان والأجبان.