زار وزير الخارجية الصهيوني، يسرائيل كاتس، سويسرا برفقة وفد من الخبراء القانونيين. وذكرت وسائل إعلام صهيونية، أمس الثلاثاء، أنَّ الموضوع المركزيّ الذي بحثه كاتس مع مسؤولين سويسريين يتعلَّق بالقانون السويسري الذي يسمح باعتقال سياسيين وضباط صهاينة وإخضاعهم للتحقيق في أعقاب دعاوى في المحاكم تتهمهم بارتكاب جرائم حرب. وهدف الزيارة هو "إيجاد حل" لهذا القانون، أي محاولة تعديله.
والتقى كاتس وزير الخارجية السويسري إغناتسيو كاسيس في مدينة لوتسيرن. ويُتوقّع أن يلتقي الرئيس السويسري أولي ماورر أيضاً. وبحسب موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكترونيّ، فإنَّ كاتس سيبلغ المسؤولين السويسريين بأنَّ "دولة إسرائيل لن تقبل بوضع يشكّك فيه أحد ما بحقّها في الدفاع عن النفس مقابل تهديدات الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي يمثل أمامها، ويهدّد باتخاذ إجراءات ضد زعماء وعسكريين إسرائيليين في الماضي والحاضر".
وتهدف زيارة كاتس إلى تمكين طاقم خبراء قانونيين صهاينة رفيع المستوى من عقد اجتماعات أخرى مع نظرائهم السويسريين، "من أجل التوصّل إلى تسوية ملائمة" في هذه القضية مع الحكومة السويسرية،
"وضمان زيارات هادئة لشخصيات إسرائيلية في هذه الدولة". وشارك كاتس وكاسيس في حفل أقيم بمناسبة مرور 70 عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين، وشاركت فيه الأوركسترا الصهيونية.
وكان رئيس الحكومة الصهيونية السابق إيهود أولمرت ألغى "في اللحظة الأخيرة" زيارة عمل إلى سويسرا على خلفية هذا القانون. ويتهم أولمرت بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين خلال العدوان على غزة في نهاية العام 2008 وبداية العام 2009. وألغى أولمرت زيارته إلى سويسرا في أعقاب إنذار من جانب المدعي العام السويسري بأنَّه سيعتقل خلال زيارته من أجل التحقيق معه إثر دعوى قُدمت ضده تتهمه بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وأصرَّ أولمرت على السفر إلى سويسرا، لكن بعد مشاورات أجريت بين وزارتي القضاء والخارجية الصهيونيتين تقرَّر منعه من السفر. وأدار المشاورات نائب المستشار القضائي للحكومة الصهيونية لشؤون القانون الدولي روعي شايندروف. وشايندروف مسؤول عن التعامل مع الدعاوى القضائية ضد الكيان الصهيوني في العالم، ويرأس هيئة وزارية مهمّتها منع اعتقال شخصيات وضباط صهاينة بسبب دعاوى ضدهم بارتكاب جرائم حرب.
وقدَّمت منظّمة مؤيدة للفلسطينيين في الماضي دعوى قضائية إلى محكمة في جنيف في سويسرا ضد وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة تسيبي ليفني، لكن هذه الدعوى لم تمنعها من زيارة سويسرا. كما أنَّ ليفني زارت
سويسرا العام الحالي من أجل المشاركة في المنتدى الاقتصاديّ العالميّ في دافوس.