أكد الدفاع المدني العراقي، مساء أمس الثلاثاء، وقوع انفجار في مستودع للأسلحة قرب قاعدة "بلد" (البكر سابقا) الجوية في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية بغداد، وسط ترجيحات بأن يكون الانفجار ناتجا عن قصف طال القاعدة ذاتها أو مقرا عسكريا بالقرب منها.
وتضاربت الأنباء حول ما إذا كان الحادث ناجم عن اندلاع حريق كبير في المستودع التابع لإحدى فصائل الحشد الشعبي في تلك القاعدة، أو قصف طاول القاعدة ذاتها أو مقرا عسكريا للحشد الشعبي بالقرب من تلك القاعدة، وذلك وسط تقارير قد تحدثت عن هجمات صهيونية خلال الفترة الماضية، على مواقع إيرانية في العراق.
وأفادت وسائل إعلام بأن الانفجار أسفر عن شهداء وجرحى، دون تحديد عدد الضحايا أو طبيعة الإصابات، وأن الهجوم استهدف شحنة أسلحة تلقتها أحد الفصائل التابعة للحشد الشعبي من السلطات الإيرانية.
وأعلن مدير عام الدفاع المدني، اللواء كاظم سلمان برهان، عن توجهه إلى القاعدة الجوية في محافظة صلاح الدين للوقوف على حيثيات الانفجار الذي وقع في المنطقة، فيما أكد مسؤول عسكري عراقي ومصدر في "الحشد الشعبي" أن عدة تفجيرات استهدفت موقعا تابعا للحشد قرب قاعدة بلد الجوية.
وقال المسؤول العسكري إن هدف التفجيرات كان مخزنا أسلحة في موقع عسكري القريب من القاعدة، وقال شهود إن الانفجارات تسببت في تطاير صواريخ مخزنة إلى بساتين قريبة وإلى قاعدة بلد نفسها.
وقال برهان في تصريح لقناة "السومرية نيوز" المحلية، إن الحادث عبارة عن انفجار في مستودع للعتاد داخل مقر ملاصق للقاعدة، وأضاف: "توجهت من بغداد إلى مكان حادث انفجار كدس العتاد داخل مقر تابع للحشد ملاصق لقاعدة بلد الجوية".
وأشارت مديرية الدفاع المدني إلى أنها أرسلت فرقا للسيطرة على حادث الحريق الذي تعرض له "كدس عتاد تابع للحشد الشعبي"، قرب قاعدة "بلد" الجوية.
نتنياهو يلمح إلى مسؤولية الإحتلال الصهيوني عن هجمات في العراق
وفي أعقاب التقارير التي تحدثت عن الانفجار في قاعدة "بلد" في العراق، قال رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، قبيل الصعود على متن الطائرة في ختام زيارته إلى العاصمة الأوكرانية كييف، إن "هناك تحديات أمنية كبيرة تطرق لها تقرير الاستخبارات الذي تلقيته قبل بضع دقائق".
وعندما سئل إذا ما كان التقرير يتعلق بالتفجيرات في قاعدة "بلد" في العراق، اكتفى نتنياهو بالقول إنه يتلقى تقريرًا استخباريًا كل يوم، وهو أمر عادي، دون الإفصاح عم مزيد من التفاصيل.
يذكر أن نتنياهو، كان قد ألمح إلى مسؤولية الكيان الصهيوني عن "هجمات شُنت مؤخرا على مواقع إيرانية في العراق"، ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن نتنياهو قوله للصحافيين المرافقين له، خلال زيارته إلى أوكرانيا: "ليس لإيران حصانة في أي مكان". وأضاف نتيناهو في إشارة إلى إيران: "سنتحرك ضدهم أينما تستدعي الحاجة، وأيدينا طويلة".
وأشار إلى أن الإيرانيين يواصلون التهديد بالقضاء على الكيان الصهيوني ويبنون قواعد عسكرية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط لتحقيق هذا الهدف، معتبرا أن الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 ساعد إيران على تصعيد ما وصفه بعدوانها المتزايد، وأضاف "سنتصرف ضدهم أينما كان ذلك ضروريا، ونحن نتصرف حاليا بالفعل".
وأعلنت حكومة العدو مرارا أنها هاجمت مئات المرات، في السنوات الأخيرة، أهداف تابعة لإيران في سورية، وفي هذا الصدد قال نتنياهو: "نحن نعمل بشكل متواصل لمنع إيران من التموضع في سورية".
وكانت تقارير قد تحدثت عن هجمات نفذها جيش العدو الصهيوني خلال الشهرين الماضيين، أربعة هجمات منها جرت خلال الشهر الماضي، على مواقع تابعة لفصائل في الحشد الشعبي بالعراق مقربة من إيران.
وكان آخر هذه الهجمات على مستودع للأسلحة داخل معسكر الصقر التابع للحشد الشعبي جنوب بغداد، في وقت سابق من هذا الشهر، والذي خلف شهيدا وثلاثين جريحا.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر أمنية لم تسمها أن الانفجار كان ناجما عن قصف جوي نفذته طائرة مجهولة، فيما ألمح مسؤول عراقي سابق إلى أن الأسلحة داخل المعسكر تابعة لإيران وأن العدو الصهيوني هو الذي قصفها.
وتعتبر قاعدة "بلد" الجوية (قاعدة البكر الجوية سابقًا) أكبر قاعدة جوية في العراق تبعد 64 كيلومترًا شمال العاصمة بغداد، أنشئت في منتصف الثمانينيات من قبل شركات يوغسلافية، وتبلغ مساحة القاعدة 25 كيلومترًا مربعًا، وهي محاطة بسياج أمني طوله 20 كيلومترًا.
وأصبحت قاعدة "بلد" مقرا لسرب طائرات "إف 16" المستوردة من الولايات المتحدة حيث استقبلت القاعدة أول دفعة من هذه الطائرات في يوم 13 تموز/ يوليو 2015.