في ختام لقاءات بعثة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله(رض) في مكة المكرمة، استقبل العلامة السيد علي فضل الله حجاجا من حملات لبنانية متعددة . وتحدث سماحته في الحجاج عن أهمية الحفاظ على المعاني والمكتسبات الروحية التي حققها الحجيج خلال موسم الحج، مشيرا الى أن الحج في أبعاده وأهدافه السامية يبدأ فعلا بعد الانتهاء من هذا الموسم، من خلال التزام من يحج برفض الخضوع لخطوات الشيطان في واقع الحياة وإحساسه بأن معاني الحج تتمثل في كل حركة الإنسان حيث تسمو معاني الحج التي تعني رفض الخضوع الفعلي للشياطين سواء أكانوا من الإنس أو الجن ، والعمل بالتعاليم التي أراد الله من خلالها للمجتمع المسلم أن يكون مجتمع الوحدة والتماسك، ومجتمع السلام والخير وأمة الأخلاق السامية والقيم الراقية. ورأى سماحته أن واقع العالم العربي والإسلامي هو واقع المعاناة من خلال الفتن التي تعصف به في أكثر من موقع وبلد والتي جعلته يفقد توازنه في مواجهة التحديات التي تواجهه، مؤكدا على ضرورة استغلال أية فرصة لتوحيد جهود الساعين لاستعادة القوة والعزة لهذا الواقع حيث يمثل الحج مظهرا من أبرز مظاهر الوحدة التي لو تم استغلالها لكنا في حال مختلف عن الحال التي نعيشها في هذه الأيام. ورأى أن زيادة التدخل الخارجي في المنطقة والتحلل الدولي من الالتزامات التي أقرتها الأمم المتحدة حيال القضية الفلسطينية وكذلك قضايا حقوق الإنسان وتقرير المصير التي تتصل بشعوبنا وخصوصا في فلسطين وكشمير إنما يحصل بفعل فقدان المناعة والقوة الذاتية في الواقع العربي والإسلامي وتجذر حالة الانقسام السياسي بين دولنا وكياناتنا ومكوناتنا المذهبية والسياسية وغيرها. ورأى سماحته أن موسم الحج ينبغي أن يكون الدافع للجميع لتلمس أسس الوحدة الداخلية في الأمة التي لن نستطيع في غيابها أن ندفع المؤامرات والمشاريع التي تستهدفنا في حاضرنا ومستقبل أجيالنا. وتمنى سماحته ان يكون لقاء المصالحة الذي عقد في بعبدا واجتماع الحكومة قد مهد الطريق للخروج من الواقع المأزوم وبداية السعي الحقيقي لحل الأزمات والمشاكل الكثيرة التي قد يعني استمرارها واستفحالها الدخول في مرحلة الخوف الحقيقي على مصير البلد وخصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الضاغطة على الواقع الاجتماعي للناس.