كشفت دراسة بريطانية حديثة، أجراها باحثون في جامعة برمنغهام ونشروا نتائجها في دورية "MedChemComm" العلمية، أنه من الممكن إنتاج مركب له خصائص مضادة للسرطان بشكل مباشر من نبات اليانسون.
إذ تمكن الفريق من استخراج المركب من أزهار ذلك النبات وتعديله بحيث يُمكن استخدامه لقتل خلايا سرطان الدم الليمفاوي المزمن "CLL" في المختبر.
ما هو اليانسون؟
أحد النباتات الشائعة، والتي يُمكن زراعتها على نطاق واسع في العديد من الأراضي، ويُعد من المشروبات الصحية التي يُمكن استخدامها لعلاج الصداع النصفي وعدد أخر من الأمراض.
ويعد الأعشاب الآمنة نسبياً والتي تتوفر في كل منزل تقريبًا، نظراً لتنوع استخداماته العلاجية، ودخوله في العديد من الوصفات الشهية، وسهولة استخدامه، ورائحته الزكية، واستخدامه الآمن للكبار، والصغار، والأطفال، والرضع، وحتى الحوامل والمرضعات.
المركب وفوائده
ويطلق على المركب الذي استخرجه الفريق اسم "البارثينوليد". وقال العلماء منذ سنوات إن ذلك المركب له خصائص مضادة للسرطان، وعلى الرغم من توفره بشكل تجاري؛ إلا أن تحضيره معمليًا مُكلف للغاية.
إلا أن الباحثون تمكنوا من استخلاصه بشكل مباشر من زهور نبات اليانسون، واختباره معمليًا على خلايا سرطانية.
ويقول الباحثون إن ذلك الاختبار نجح بشكل واعد في القضاء على تلك الخلايا، ما سيجعل ذلك المركب مستقبلاً جزءًا من الأدوية التي يُمكن استخدامها لمجابهة السرطان.
ويعمل ذلك المركب على زيادة مستويات الأكسجين التفاعلي في الخلايا، ولأن الخلايا السرطانية تحتوي بالفعل على مستويات عالية من الأكسجين التفاعلي، وهي جزيئات غير مستقرة ونشطة للغاية، يرفع مركب البارثينوليد مستوياتها داخل الخلايا الورمية إلى النقطة الحرجة التي تتسبب في موت الخلايا.
ولا يعني هذا الأمر أنا تناول اليانسون بديلاً للأدوية الحالية، إذ أن استخراج المركب يستلزم مجموعة من العمليات الكيميائية التي لا يُمكن أن تتم إلا داخل المختبرات. ولا يُمكن بأي شكل من الأشكال الاستغناء عن الأدوية التقليدية، ولا استبدالها، في تلك المرحلة على الأقل، بأي نوع من أنواع الطب التقليدي المعتمد على تناول الأعشاب أو النباتات لمكافحة السرطان.