يحتل الفلسطينيون حيزا واسعا نسبيا في المعركة الانتخابية في الكيان الصهيوني، الجارية في هذه الأثناء، لكن ليس في السياق السياسي وحل سلمي، وإنما من خلال التهديد بشن عدوان أخر ضد قطاع غزة، أو المصادقة على توسيع المستوطنات وشرعنة بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية. وفي هذا السياق، أكدت مصادر في حزب "كاحول لافان" أن تصريحات رئيس هذا الحزب، بيني غانتس، ضد الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، في قطاع غزة، خلال جولة قام بها غانتس لـ"غلاف غزة"، أمس الثلاثاء، كانت موجهة لناخبي اليمين ومحاولة جذبهم للتصويت إلى "كاحول لافان".
وتوعد غانتس الفلسطينيين بأنه في حال تشكيله أو مشاركته في الحكومة المقبلة بعد انتخابات الكنيست، المزمع إجراؤها في 17 أيلول/سبتمبر، "لا نعتزم أن يستمر تآكل الردع، ولا نعتزم أن يستمر هذا النموذج المتمثل بجولات (قتالية) متتالية وإطلاق طائرة ورقية أخرى وصاروخ آخر. وفي المرة القادمة التي سيحدث فيها شيء ما هنا، سنتأكد من أن تكون الجولة القادمة جولة أخيرة. ولن نحصل على هدنة فقط، وإنما سنسعى إلى حسم عسكري ضد حماس وتفكيك المنظومة كلها الموجودة مقابلنا".
وأضاف غانتس أنه "لن نوفر أي وسيلة، وإذا اقتضت الحاجة سنعمل من أجل اغتيال جميع قادة حماس، وسنعمل من أجل أن نضرب الحيز كله بالنيران، وسننفذ اجتياحا بريا متى نريد، والمكان الذي نريده، والمساحة التي نريدها، والفترة التي نريدها. والمبادرة كلها، من البداية حتى النهاية، ستبقى بأيدينا. ولن نوافق على أي شرط".
واشترط غانتس تهدئة مستقبلية باستعادة الكيان الصهيوني جثتي جنديين صهاينة ومستوطنين آخرين محتجزين في غزة. واعتبر أنه "إذا لم يسد هنا هدوءا شاملا ومطلقا وقاطعا، ويعود الأبناء إلى البيت، لن يكون هناك مفرا وسنشن حربا واسعة. وسنمتلك الشجاعة لاتخاذ القرار والشجاعة للإيعاز للجيش الإسرائيلي بتنفيذ هذا الأمر".
وتابع أنه "أنصح قادة حماس أن يكونوا في حالة هدوء مطلق، لا بالونات، لا قذائف صاروخية، لا طائرات ورقية. لا شيء".
واعتبر المرشح الثاني لـ"كاحول لافان"، يائير لبيد، أن "على حماس أن تعلم أنه في المرة المقبلة التي يطلقون فيها صاروخابيني غانتس، لن يحصل رؤسائهم على حقائب بداخلها دولارات، خلال ولايتنا، وإنما سيتلقون صاروخا موجها إلى داخل بيوتهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن رؤساء "كاحول لافان" ترددوا في إطلاق تصريحات كهذه الآن أو انتظار تصعيد أمني من أجل إطلاق أقوال كهذه، لكنهم قرروا القيام بذلك أمس، "في محاولة لتعزيز الصورة اليمينية – الأمنية للحزب". ويستهدف هذا الحزب أصوات ناخبين من "اليمين اللين". وزعم مصدر في هذا الحزب أن "كاحول لافان هو يمين – أمني ويسار سياسي".
واستغل قادة "كاحول لافان"، غانتس ولبيد وموشيه يعالون وغابي أشكنازي، جولتهم من أجل محاولة نفي وجود خلافات بينهم، بعد مقطع فيديو ضد الحريديين نشره لبيد، أول من أمس. وقال مصدر في "كاحول لافان" أن لبيد أراد بذلك منع وجود حزبه في حكومة يشارك فيها الحريديون، فيما رجح مصدر آخر أن لبيد قام بخطوة ذكية غايتها محاربة هروب ناخبين نحو حزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان، على خلفية الحملة ضد الحريديين التي يقودها الأخير.