دعا وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله المجتمع الدولي إلى الكف عن اتهام روسيا بقضية إسقاط طائرة “بوينغ” الماليزية شمال شرقي أوكرانيا، وضمان شفافية التحقيق في هذه القضية.
وأشار عبد الله في تصريح لصحيفة “إزفيستيا” الروسية الأربعاء على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا “أسيان” في العاصمة التايلاندية بانكوك، إلى أن التحقيق لا يزال متواصلا، غير أن الشركاء الغربيين “يستعجلون في توجيه الاتهامات إلى دول بأكملها وحتى يذكرون أسماء متورطين محتملين”، مبديا معارضة كوالالمبور لهذا الطرح.
كما أعرب الوزير عن بالغ قلق بلاده إزاء سير التحقيق وعدم ضمان الشفافية فيه، محملا دول الغرب المسؤولية عن منع حكومة ماليزيا من الإطلاع على كافة المعلومات في القضية.
وتابع: “كطرف كامل العضوية في التحقيق نعرب عن بالغ قلقنا لما يجري. وتدعو ماليزيا جميع الأطراف الأخرى في التحقق إلى توخي أقصى درجات الحيادية وإتاحة الوصول إلى جميع المعلومات في القضية. من جانبنا، نتعهد بضمان أن تبقى عملية التحقيق شفافة دون الإدلاء بتصريحات لا تعتمد على أدلة”.
وشدد عبد الله على أن العلاقات بين ماليزيا وروسيا لم تتأثر بحادث تحطم الطائرة، ولدى الدولتين مواقف متطابقة إزاء هذا الموضوع.
وتابع: “قد تكون هناك أسباب مختلفة دفعتنا إلى اتباع هذا المسار، لكن الأهم أننا نتجه في اتجاه واحد”.
وسبق أن انتقد رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد مواقف الولايات المتحدة وهولندا وأستراليا في قضية تحطم MH17 قائلا إن هذه الدول ليست مهتمة بالكشف عن الأسباب الحقيقية للكارثة بل تسعى إلى استغلالها لإلقاء اللوم على روسيا.
وتحطمت الطائرة المتوجهة من أمستردام إلى كوالالمبور في 17 يوليو 2014 إثر استهدافها بصاروخ قرب مدينة دونيتسك جنوب شرقي أوكرانيا، ما أودى بأرواح جميع ركابها الـ298.
واتهمت حكومة كييف سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد بإسقاط الطائرة، لكن الأخيرتين أكدتا عدم امتلاكهما أسلحة قادرة على ضرب أي هدف على هذا الارتفاع.
ونشرت لجنة التحقيق المشتركة التي تعمل بقيادة النيابة العامة الهولندية دون مشاركة روسيا لاحقا نتائج أولوية لتحقيقاتها زعمت فيها أن الطائرة أسقطت بواسطة منظومة “بوك” تابعة للقوات الروسية، ورفضت موسكو بشدة هذه المزاعم، قائلة إنها سبق أن سلمت أمستردام معلومات من الرادارات ووثائق تؤكد أن الصاروخ الذي أسقط الطائرة تابع لقوات الحكومة الأوكرانية.