أظهرت دراسة كندية حديثة،أجراها باحثون بجامعة لافال ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "European Journal of Endocrinology" العلمية، أن تناول جرعات عالية من مكملات فيتامين "د" يبطئ تطور مرض السكري من النوع الثاني، لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم به حديثا.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف تأثير مكملات فيتامين "د"، على المرضى الذين يعانون مرض السكري وتم تشخيص إصابتهم حديثا، خاصة أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من هذا الفيتامين.
وخلال الدراسة، تم رصد تأثير مكملات فيتامين "د" على استقلاب الجلوكوز، لدى مجموعة من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم حديثا بمرض السكري من النوع الثاني، إضافة إلى مجموعة معرضة لخطر الإصابة بالمرض.
وتم قياس نسب إفراز هرمون الأنسولين واستقلاب الجلوكوز قبل وبعد 6 أشهر من تناول جرعة عالية من فيتامين "د"، تبلغ حوالي من 5 ـ 10 أضعاف الجرعة الموصى بها، وهي 600 وحدة دولية يوميا.
واكتشف الباحثون أن تناول جرعة عالية من فيتامين "د"، يمكن أن يحسن التمثيل الغذائي للجلوكوز، من أجل المساعدة على منع تطور مرض السكري وإبطاء تقدمه.
وأشارت الدراسة أن مكملات فيتامين "د"، حسنت بشكل كبير عمل الأنسولين في الأنسجة العضلية للمشاركين، بعد 6 أشهر من تناول جرعات كبيرة منه.
وقالت قائدة فريق البحث،الدكتورة كلوديا جانيون، إن "مرض السكري من النوع الثاني، يشكل مصدر قلق متزايدا للصحة العامة، ورغم أن نتائجنا واعدة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيدها".
وأضافت أن "الدراسات المستقبلية يجب أن تقيّم ما إذا كانت هناك عوامل سريرية أو وراثية تؤثر في كيفية استجابة مختلف الأشخاص لمكملات فيتامين 'د'، وما إذا كان التأثير الإيجابي على التمثيل الغذائي يدوم على المدى الطويل أم لا".
وأشارت جانيون إلى أن "الأبحاث المقبلة ستحدد ما إذا كان بعض الأشخاص قد يستفيدون أكثر من هذا التدخل، إضافة إلى تقييم مدى سلامة تناول جرعة عالية من فيتامين د، على المدى الطويل".
يذكر أن الشمس هي المصدر الأول والآمن لفيتامين "د"، فهي تعطي الجسم حاجته من الأشعة فوق البنفسجية اللازمة لإنتاج الفيتامين.
كما يمكن تعويض نقص فيتامين "د"، بتناول بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية، كالسلمون والسردين والتونة، وزيت السمك وكبد البقر والبيض، أو تناول مكملات هذا الفيتامين المتوافرة بالصيدليات.
ويستخدم الجسم فيتامين "د"، للحفاظ على صحة العظام وامتصاص الكالسيوم بشكل فاعل، وعدم وجود ما يكفي من هذا الفيتامين قد يرفع خطر إصابة الأشخاص بهشاشة وتشوهات العظام، والسرطان والالتهابات، وتعطيل الجهاز المناعي للجسم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن السكري من النوع الثاني، يظهر جراء فرط الوزن وقلة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم، أن تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب والفشل الكلوي.
في المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري، عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال.