كشفت دراسة سويديّة حديثة أنّ الرّجال يعانون أيضًا من اكتئاب ما بعد الولادة، وليس النساء فقط، وأنّ ما بين 4% إلى 10% منهم يعانون منه، فيما عاني 28% منهم من أعراض سجّلت مستويات أعلى من المستويات المعتدلة من الكآبة، كما أظهرت أنّ ثلثي من عانوا من الاكتئاب فكّروا في إيذاء أنفسهم، إلّا أنّ أقلّ من واحد من كلّ خمسة آباء منهم تقريبًا طلبوا المساعدة.
وأوضح الباحثون في الدّراسة أنّ مقياس "إدنبرة" للاكتئاب بعد الولادة (EPDS) المستخدم لكل من النساء والرجال ليس دقيقا لدرجة اكتشاف الاكتئاب لدى الآباء، لتبيّن نتائج الدّراسة أنّ هناك مستويات أعلى من الاكتئاب لدى الآباء لأنه أضاف بدرجة أكبر أعراض اكتئاب "ذكورية"، مثل التحريض والغضب والتهيج والعمل لساعات أطول وشرب الكثير من الكحول.
وبيّنت الدّراسة أنّ الآباء يواجهون بشكل متزايد المعضلات نفسها التي تواجهها الأمهات، أي بما يشمل محاولة الجمع بين الأبوة والأمومة والعمل، وفي الغالب كان الآباء الذين أصيبوا بالاكتئاب يعانون من ضغوط خارجية، مثل مشاكل في العمل؛ كذلك أوضحت الدّراسة أنّ تعرّض الشريك للاكتئاب يضاعف خطر الاكتئاب لديهم.
وقال الباحثون في الدّراسة إنّ على الأمهات أو الأقارب أو الأصدقاء الذين يلاحظون زيادة في التهيج والقلق لدى رجل في السنة الأولى من الأبوة، التفكير في فرضية اكتئاب ما بعد الولادة.
وبيّنت دراسات سابقة أنّ اكتئاب الأم قبل وبعد الولادة، له آثار نفسية سلبية على الأبناء، إذ يمكن أن يتسبب بإصابتهم بمشاكل سلوكية، كما يمكن أن يعرقل نموّهم النفسي، فيما ذكرت أبحاث أخرى أن الرضاعة الطبيعية طريقة جيدة للوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة.