استؤنفت، أمس الثلاثاء، احتجاجات صهاينة من أصول أثيوبية ومتضامنين معهم، في أعقاب مقتل الشاب سلومون تاكا (18 عاماً) بنيران أطلقها عليه ضابط شرطة في ضاحية كريات حاييم في حيفا يوم الأحد. وأغلق المحتجّون شوارع ومفترقات طرق مركزية، ما أدى إلى ازدياد التوتر في أماكن التجمهر، الأمر الَّذي تسبّب باعتقال أكثر من 60 متظاهراً، وإصابة العديد من عناصر الشرطة.
وقالت الشرطة في بيان: "47 شرطياً أُصيبوا، واعتُقل 60 متظاهراً"، في وقت امتدَّت التظاهرات وتوسّعت، لتشمل العديد من مفارق الطرق الحيوية والرئيسية في عدد من الأماكن في شمال البلاد وحتّى جنوبها.
وتسبّبت التظاهرات وإغلاق الشوارع المصاحب لها بأزمات مرورية خانقة، أجبرت عدداً يُقدّر بين 50 و60 ألف سائق على الانتظار في الشوارع لساعات متواصلة.
وألقى مئات المحتجين الحجارة على مركز شرطة "زفولون" في حيفا، حيث ردَّت الشرطة بإلقاء قنابل صوتيّة، ما عطَّل حركة المرور في التقاطعات الرئيسيّة.
وأغلقت الشرطة شارعاً مركزياً في تل أبيب بعد احتشاد عدد كبير نسبياً من المحتجين، كما أغلق مفترق يوكنعام، جنوب حيفا، أمام القادمين من جميع الاتجاهات، كما أغلِق الشارع المركزي في خليج حيفا في الاتجاهين، وتوقَّفت خدمة حافلات "ميترونيت" في هذه المنطقة. وأضرم المحتجون النار في الإطارات المطاطية عند مفارق عدة طرق. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 16 متظاهراً عند مفترق كريات آتا في خليج حيفا.
وتنظّم تظاهرات احتجاجية، مساء اليوم، في العديد من المدن الصهيونية، من بينها بيتح تيكفا وراس العين ونتانيا، حيث تم إغلاق
طريق الشاطئ بين حيفا وتل أبيب وفي عسقلان والقدس وبئر السبع وكريات ملآخي والعفولة وأسدود وبيت شيمش وريشون لتسيون وكريات غات.
وقال شاب من أصول أثيوبية لموقع "واللا" الإلكتروني، وهو مشارك في تظاهرة احتجاجاً على تعامل الشرطة مع أبناء طائفته: "العنف ضد أبناء طائفتنا يتصاعد. شعب إسرائيل يخطّط لإجازات ونحن لجنازات. أفراد الشرطة يقتلوننا، ويطلقون الرصاص على الرأس، ولكنَّ العنصرية موجودة في كل مكان. لماذا يجب أن يموت ولد في الثامنة عشرة؟ بالنسبة إليكم هذه بلاد السمن والعسل، لكن بالنسبة إلينا هذه بلاد الموت. إذا اضطررنا أن نقدّم ضحايا فسنقدّمها. نحن الجيل الجديد، ونحن سنقود الأمور، ولن يطلقوا النار علينا بعد الآن. يجب أن يتوقَّفوا عن خداعنا،
هذا ليس قتلاً غير متعمّد، إنما هو قتل متعمد"، في إشارة إلى إعلان قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة أنَّ الشرطي الذي أطلق النار على تاكا مشتبه بالقتل غير المتعمّد.
وقال الناشط من أصول أثيوبية، آفي يلاو، لموقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني: "توجد عمليَّة شرعية يصوّروننا فيها كمجرمين وأناس عنيفين، رغم أننا نخضع للعنف. الشرطة لا تريد تكرار أخطاء الاحتجاجات السابقة، ولذلك هم يهيّئون الظروف لتبرير عنفهم لاحقاً. ويتوقّع أن تتواصل التظاهرات في الأيام المقبلة".