اكتشف علماء الفيزياء اعتمادا على بيانات تلسكوب هابل الفضائي، دليلا على وجود أكبر جزيء حتى الآن، في الوسط البينجمي.
وعثر العلماء على جزيء "بوكمينستر فوليرين" المؤين، وهو جزيء الكربون المعروف باسم "كرة بوكي"، ويحتوي على 60 ذرة كربون مرتبة بما يشبه كرة القدم.
ويحدث بوكمينستر فوليرين، ذو الصبغة C60، بشكل طبيعي على الأرض، في السخام (هباب الفحم)، لكن في عام 2010، تم اكتشافه أيضا في سديم، وفي عام 2012، عثر عليه في الغاز الذي يدور حول النجوم، والآن، وجد العلماء أقوى دليل على أنه يطفو أيضا في الوسط البينجمي، وهو الغاز المتناثر الهش بين النجوم.
وقال العلماء: "جنبا إلى جنب مع النتائج السابقة لعمليات المراقبة الأرضية، اكتشف تلسكوب هابل الفضائي بوكمينستر فوليرين في الفضاء البينجمي، بما لا يدع مجالا للشك".
ويعرف الوسط البينجمي، بأنه مجموعة من الغاز والغبار تفصل نظامنا الشمسي عن أنظمة النجوم الأخرى، لذا فإن العناصر المكونة لهذا الوسط حاسمة في تكوين النجوم والكواكب حيث يتم تجميعها معا لإنشاء كائنات سماوية جديدة.
وقال الفيزيائي مارتن كوردينر، من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة "ناسا": "يمكن اعتبار الوسط البينجمي بمثابة نقطة الانطلاق للعمليات الكيميائية التي تؤدي في النهاية إلى نشأة الكواكب والحياة، لذا فإن تحديد محتوياتها بالكامل يوفر معلومات عن المكونات المتاحة لإنشاء النجوم والكواكب".
ووجد العلماء أقوى دليل حتى الآن على وجود جزيئات الكربون المعروفة باسم "بوكمينستر فوليرين" في الوسط البينجمي، قائلين: :"إنها نتيجة رائعة تخبرنا أن الجزيء يمكن أن يوجد في الفراغات بين النجوم، على الرغم من أننا مازلنا لا ندري من أين تشكل وكيف وصل إلى هناك".
كما أشار العلماء إلى أن النتائج توحي بأن الوسط البينجمي يمكنه دعم جزيئات هائلة أكثر مما كنا نعرف.
وفي السابق، كانت أكبر الجزيئات التي تم اكتشافها بشكل واضح في الوسط البينجمي، تحتوي على 3 ذرات أثقل من الهيدروجين، بينما تحتوي "كرة بوكي" على 60 ذرة.
وكتب العلماء في الورقة البحثية: "يمثل تأكيد ظهور كرة بوكي طفرة في فهمنا للتعقيد الكيميائي في الوسط المنتشر بين النجوم، ما يوفر فهما جديدا لأنواع الجزيئات التي قد تكون مسؤولة عن بقية الذرات المنتشرة بين النجوم (غير المحددة)".