نشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على العديد من المعتقدات الخاطئة والشائعة حول المنتجات التي نستخدمها بشكل يومي بداية من الاعتقاد الذي يشير إلى أن إبقاء هاتفك متصلا بالشاحن سيضر بجهازك، وأن تصفح مواقع الإنترنت بالاعتماد على المتصفح المتخفي من شأنه أن يجعل من المستحيل التعرف على هويتك، وصولا إلى أن إغلاق التطبيقات سيساعدك على إطالة أمد البطارية الخاصة بجهاز الآيفون.
وقال الموقع في تقريره إنه من الممكن أن تصيب الفيروسات حواسيب آبل. فعلى الرغم من أن شركة آبل لطالما اعتادت على التفاخر بأن أجهزة الحواسيب الخاصة بها لن تتأثر بالفيروسات مقارنة بالأجهزة التي تعمل بنظام ويندووز، إلا أن الشركة سرعان ما تراجعت عن ذلك بعدما أصاب فيروس طروادة في عام 2012 آلاف أجهزة الماك.
وذكر أن هناك العديد من الخرافات المتعلقة بكيفية عمل البطاريات في هواتفنا، لعلّ من أبرزها أن إغلاق التطبيقات من شأنه أن يطيل من عمر البطارية. وفي عام 2016، أرسل أحد محبي علامة آبل رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، بهدف الحصول على تعليقه النهائي حول ما إذا كان إغلاق التطبيقات من شأنه أن يحسن من عمر البطارية. وفي هذا السياق، أجاب نائب رئيس شركة آبل لهندسة البرمجيات، غريغ فيديريغي، بالنيابة عن كوك، قائلا: "لا ثم لا".
وأشار الموقع إلى الاعتقاد السائد الذي يفيد بأن التصفح الخاص والمتخفي سيبقيك مجهول الهوية. وتجدر الإشارة إلى أنه في حال استخدامك لوضع التصفح المتخفي سواء في "غوغل كروم"، أو "سفاري"، فهذا يعني ببساطة أن المتصفح لن يحتفظ بتاريخ البحث ولن يسجل الدخول تلقائيّا إلى أي من حساباتك. وبهذه الطريقة، لن يتمكن الأشخاص الذين يستخدمون جهاز الحاسوب الخاص بك من رؤية المواقع التي سبق وأن ولجت إليها. في المقابل، لن يُبقي هذا المتصفح سواء هويتك أو مزود خدمة الإنترنت الخاص بك سرا عن المواقع التي تزورها.
وأفاد أن الكثيرين يعتقدون أنه من المستحيل تتبع الهاتف الذكي دون استخدام نظام التموضع العالمي. في المقابل، خلصت الدراسة التي نشرها مركز بيو للأبحاث، إلى أن نظام التموضع العالمي لا يعد الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تحديد موقع جهاز محمول، حيث يمكنك كذلك تتبع الهاتف عبر شبكات الواي فاي وأبراج شبكات المحمول. ووفقا لموقع "سي إن بي سي"، بيّن الباحثون في جامعة نورث وسترن خلال العام الماضي الطريقة التي يمكن اعتمادها لتحديد موقع أحد الأجهزة، وذلك من خلال جمع البيانات من أجهزة استشعار أخرى، على غرار مقياس التسارع والجيروسكوب.
وأورد الموقع أن هناك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تجعل الشك يخالج مستخدمي فيسبوك، خاصة بعد فضائح الخصوصية المستمرة التي أحاطت بالشركة. في المقابل، من الخاطئ الاعتقاد بأن شركة فيسبوك تتنصت على المحادثات الخاصة التي تُجريها. ومن جهته، أصدرت شركة فيسبوك في عام 2016 بيانا لنفي هذا الادعاءات، حيث أشارت فيه إلى أن "الشركة لا تستخدم ميكروفون هاتفك الخاص لنشر الإعلانات التي ستصلك أو لتغيير ما تجده في صفحة آخر الأخبار. كما أننا ننشر الإعلانات بناء على اهتمامات الأشخاص والمعلومات الواردة في الملف الشخصي الأخرى".
وأضاف أنه في حال كنت من الأشخاص الذين يُبقون هواتفهم متصلة بالشاحن طوال الليل، وكنت تعتقد أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تلف بطارية هاتفك الذكي، فإن الحقيقة تعد أكثر تعقيدا من ذلك. ففي وقت سابق، صرّح المدير في شركة استشارات تكنولوجيا البطاريات، دومينيك شولت، لموقع بيزنس إنسايدر أن ترك هاتفك الذكي لفترة طويلة متصلا بالشاحن عندما تكون نسبة البطارية 100 بالمئة من شأنه أن يضر هاتفك بشكل أسرع.
وبيّن الموقع أن الكثيرين يظنون أنه قبل إعادة شحن بطارية الآيفون الخاص بك، ينبغي لك تركها حتى تنفذ تماما. والجدير بالذكر أن هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة، حيث أشارت شركة آبل على موقعها إلى أنه يمكنك شحن جهاز الآيفون الخاص بك وقتما تشاء دون القلق بشأن البطارية.
وأوضح الموقع أن الاعتقاد الذي يفيد بأن توفر المزيد من مقياس ميغابكسل لطالما يعني أن أداء كاميرا هاتفك، سيكون أفضل، لا يعدو إلا أن يكون مجرد خرافة خاصة وأن هناك العديد من العوامل التي من شأنها أن تؤثر على أدائها. ويعدّ حجم البيكسل أكثر أهمية مقارنة بالعدد نظرا لأن البيكسلات الأكبر حجما تكون قادرة على امتصاص كمية أكبر من الضوء. لذلك، لن تتمكن من خلال النظر فقط إلى عدد البكسل الهائل وتجاهل العوامل الأخرى على غرار حجم البكسل والمستشعر، من تقييم جودة الكاميرا بدقة.
وقال الموقع إن العديد من مستخدمي الهواتف يعتبرون أنه كلما كانت دقة شاشة العرض أكبر، كلما كانت الصورة التي يوفرها هاتفك الذكي أفضل. وهناك العديد من العوامل على غرار دقة شاشة العرض التي من شأنها أن تساهم في تحسين جودة شاشة الهاتف الذكي. علاوة على ذلك، يلعب نوع شاشة العرض التي يتضمنها الهاتف دورا في تحديد جودة الشاشة.
ومن جهتهم، أضاف بعض مصنّعي الهواتف الذكية ميزات محددة يمكن أن تجعل شاشات أجهزتهم تختلف عن نظيراتها. فعلى سبيل المثال، تتوفّر في أجهزة الآيفون ميزة "ترو تون" التي تعمل على ضبط توازن اللون الأبيض وفقا لما يحيط بالجهاز ما سيؤثر على كيفية ظهور المحتوى على شاشة الآيفون.
وأشار الموقع إلى أن الكثيرين يعتقدون أنه ينبغي لك ألا تستخدم شاحن الآيباد من أجل شحن جهاز الآيفون. ومن جهتها، أشارت شركة آبل إلى أنه لا بأس من استخدام رأس الشاحن الذي يُقدّم لك رفقة جهاز الآيباد والماك لشحن هاتف الآيفون الخاص بك، حيث من الممكن أن تمتلئ البطارية بسرعة أكبر مقارنة بشاحن الآيفون.
وفي هذا الصدد، قال المؤسس وكبير المسؤولين التقنيين في شركة "آي إي آي سيستمز" إنه "في حال قيامك بهذه الخطوة بشكل دوري، فإنه من شأن شاحن الآيباد أن يجهد بطارية الآيفون. وفي الحقيقة، قد يستغرق الأمر حوالي العام حتى تلاحظ أي تغييرات في فعالية البطارية.
وأورد الموقع أنه من الناحية التقنية، يعد الاعتقاد الذي يفيد بأن حمل المغناطيس بالقرب من جهاز الحاسوب الخاص بك سيؤدي إلى محو جميع بياناته، صحيحا. في المقابل، ستحتاج إلى مغناطيس ضخم حتى تتمكن من محو البيانات الموجودة على قرص الحاسوب الصلب.
وأفاد الموقع نقلا عن جمعية السرطان الأمريكية، أن معظم الدراسات التي أجريت حتى الآن لم تُشر إلى وجود صلة بين استخدام الهاتف المحمول وظهور الأورام. ووفقا لجمعية السرطان الأمريكية، تعد الأبحاث الخاصة بهذا المجال محدودة. وعموما، تشير المنظمة إلى العقبات التي أعاقت البحوث الخاصة بهذا المجال على غرار عدم إجراء دراسات طويلة المدى إلى الآن، واستخدام الهاتف الخليوي الذي يتغير باستمرار فضلا عن تركيز العديد من الدراسات حتى الآن على البالغين عوضا عن الأطفال.