كشفت مراجعة أن نظام إطلاق فضائيا رائدا لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) تبنيه شركة بوينغ، يستغرق سنوات أطول من المتوقع مع تجاوزات في التكاليف بلغت قرابة ملياري دولار، عن نظام الإطلاق الفضائي (إس.إل.إس) والصاروخ وكبسولة الفضاء اللذين سيعيدان الإنسان في نهاية المطاف إلى القمر.
وذكر مكتب المحاسبة العامة أن تجاوزات التكاليف بلغت نحو 1.8 مليار دولار، منها 800 مليون دولار، ما يثير تساؤلات بشأن الوفاء بهدف إرسال بشر مجددا إلى القمر بحلول عام 2024.
وبين تقرير المراجعة التي أجراها مكتب المحاسبة العامة أن الزيادة بواقع 1.8 مليار دولار عن التكاليف الأصلية، تبلغ نحو مثلي ما أعلنته ناسا لمفتشها العام عام 2018 عن نظام الإطلاق (إس.إل.إس) وكبسولة الفضاء (أوريون) التي تبنيها شركة لوكهيد مارتن وسيحملها الصاروخ إلى الفضاء.
وكشف التقرير أن "إبلاغ ناسا عن بيانات تكاليف برنامجي نظام الإطلاق (إس.إل.إس) والكبسولة (أوريون) لا يتسم بالشفافية الكاملة".
بدوره، قال مدير رحلات الفضاء المأهولة والعمليات في ناسا، وليام جيرستنماير، ردا على تقرير مراجعة مكتب المحاسبة العامة، وقال إن المراجعة "لا تعترف بأن ناسا تشيد بعضا من أكثر المعدات تطورا على الإطلاق".
وتعني القضايا المتعلقة بتصنيع الصاروخ الذي تقوده شركة بوينع أن التدشين الأول لنظام الإطلاق الفضائي (إس.إل.إس) والذي كان مقررا أواخر عام 2017، قد يجري تأجيله حتى عام 2021.
وقال المتحدث باسم بوينغ، جيري دريلنغ، إن قسم الفضاء في الشركة أعاد في 2018 ومطلع 2019 تشكيل فريق قيادة النظام (إس.إل.إس) للتكيف مع تحديات البرنامج وقام بتبسيط عملية التصنيع.
وأضاف دريلنغ: "لا أحد يبني صاروخا كهذا ونحن نستحدث قاعدة بيانات معمقة للغاية لكافة الصواريخ في المستقبل".
وقال جيم بريدنستين مدير ناسا في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الأسبوع الماضي إن الجدول الزمني الأسرع من الموعد المقرر أصلا بأربع سنوات سيتكلف على الأرجح ما بين 20 إلى 30 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة.
وأمرت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ناسا، في آذار/ مارس، بإنزال رواد على سطح القمر بحلول عام 2024 كجزء من برنامج أوسع سمي ”آرتيميس“ سيستخدم القمر في نهاية المطاف لإطلاق مهام إلى المريخ.