يستصعب الأطباء في بلدة باكستانية في التعامل مع الارتفاع الحاد في حالات الإصابة بفيروس بفيروس نقص المناعة المكتسبة "إتش آي في" المسبب لمرض الإيدز، بعد أن وصل عدد الحالات لما يقرب من 700 منذ نيسان/ أبريل، ومعظمهم أطفال.
ويعتقد أطباء ومسؤولون في قطاع الصحة، أن هذا التفشي للفيروس مرتبط بإعادة استخدام المحاقن وعمليات نقل دم، دون اتباع إجراءات الفحص والاختبار والتعقيم اللازمة لسلامة المرضى.
وصرّح نظير وهو يسترجع اليوم الذي أبلغه فيه الطبيب أن طفلته البالغة من العمر 16 شهرا مصابة بالفيروس "بالنسبة لي كان هذا مستحيل التخيل... قلت له ’هل تمزح معي؟ كيف يمكن لها أن تصاب بالفيروس؟"
وتبعد بلدة راتوديرو 480 كيلومترا عن كراتشي، عاصمة إقليم السند، جنوب البلاد.
وقال إن طفلته تتلقى العلاج لكنه لم يعلم حتى الآن كيف أصيبت بالمرض.
وصرّح مسؤولون في قطاع الصحة أن التحاليل أثبتت إصابة 681 شخصا بالفيروس في راتوديرو، منذ 25 نيسان/ أبريل، من بينهم 537 طفلا.
وقد خضع أكثر من 2100 شخص للفحص في معمل التحاليل الوحيد في مستشفى حكومي في راتوديرو، بينما أجرى آخرون اختبارات في عيادات خاصة.
وقال مدير عيادة في البلدة، الصبيب عمران أكبر أرباني، "لقد اكتشفت قمة جبل الجليد فحسب. يمكن لتلك الأعداد أن تكون بالآلاف وليس بالمئات".
وقد قدر رئيس برنامج مكافحة الإيدز في الإقليم، أن نحو 60 في المئة من المصابين في راتوديرو، أصيبوا بالعدى بسبب محاقن وإبر مستعملة أو عبر نقل الدم الذي لم يخضع للفحص للتأكد من خلوه من الأمراض.
وقامت الشرطة والأطباء بإجراء تحقيق أولي، وتوصلوا من خلاله إلى أن 123 مريضا تلقوا العلاج عند ذات الطبيب قبل إصابتهم بالعدوى.
وصرّحت الشرطة أن الطبيب، مظفر غانجرو، اعتقل في 30 نيسان/ أبريل ووجهت له السلطات تهمة القتل الخطأ.
وأضاف فريق التحقيق في تقرير "الإهمال واللامبالاة من جانب الطبيب مظفر كانا السبب الرئيسي وراء انتشار الفيروس في مرحلة لاحقة".
وأفاد عامل في البلدة اسمه امتياز، أنه اصطحب أطفاله الثلاثة إلى مظفر لأنه كان طبيب الأطفال الوحيد في البلدة، وأصيب الثلاثة بالفيروس.
وقد أرسلت منظمة الصحة العالمية والمراكز الأميركية للتحكم في الأمراض، فريقا من الخبراء، للمنطقة استجابة لطلب من باكستان، ومن المتوقع زيارة الفريق للبلدة قريبًا.