توفي الناشط الحقوقي الجزائري المسجون، كمال الدين فخار، يوم أمس الثلاثاء، في مستشفى البليدة بعد أن نقل "في حالة غيبوبة" من جناح المساجين في مستشفى غرداية، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء.
ونقلت "فرانس برس" عن محامي فحّار، صالح دبوز، قوله: "أؤكد وفاة كمال الدين فخار هذا الصباح بمستشفى فرانز فانون بالبليدة، حيث تم نقله في حالة غيبوبة من مستشفى غرداية"، كلم جنوب الجزائر)، حيث كان في جناح المساجين بعد تدهور صحته إثر إضراب عن الطعام يستمر منذ أكثر من 50 يوما.
وذكر دبوز في تصريح لصحيفة "الوطن" الصادرة، اليوم الثلاثاء، "قلق زوجة فخار من تدهور حالته الصحية" عندما زاره، يوم الأحد، في جناح المساجين لمستشفى غرداية، حيث "لم يستفق طيلة فترة الزيارة".
وبعد إعلان وفاته نشر فيديو عبر صفحته على فايسبوك ندّد بـ"تحامل القضاء ضد فخار الذي تم سجنه بملف فارغ" فكأنما "برمجوا لوفاته" بتلك المضايقات، ذاكرا أنه "أطلق صفارة الانذار قبل ثلاثة أسابيع حول الظروف غير الإنسانية التي يحبس فيها فخار في مستشفى غرداية".
وينتظر دبوز نفسه، أن تتم محاكمته بتهم وصل عددها إلى 14 منها على الخصوص؛ "التحريض على الكراهية أو التمييز وانتهاك سلامة التراب الوطني ومحاولة الضغط على القضاة وتوزيع وثائق تضرّ بالمصلحة الوطنية" كما صدر حكم غيابي بسجنه لسنة بعد إدانته بتهمة "إهانة قاض".
وبعد أن تم اعتقاله مع فخار، قرر القضاء إطلاق سراحه ووضعه تحت الرقابة القضائية بينما أُبقي على فخار في السجن.
وسبق لفخار، وهو طبيب، أن دخل في إضراب عن الطعام لأكثر من 100 يوم أثناء أداء عقوبة بالسجن لسنتين بين 2015 و2017 بتهم منها "المساس بأمن الدولة" وهي نفس التهمة التي سجن بسببها في 31 آذار/ مارس. ولم يتوقف عن الاضراب إلا تحت إلحاح الأطباء واكتشاف إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي، كما كان قد صرح هو نفسه.
وأعلن دبوز أنه سيودع شكوى ضد السلطات وخاصة ضد "قاضي التحقيق الذي أمر باعتقال فخار" و"مدير مستشفى غرداية والعاملين به الذين أساؤوا معاملته"، كما حمل السلطات المسؤولية "في حال أصيب المساجين الآخرون بأي مكروه" وطالب بأن يتم "تحويل ملفات الميزابيين إلى جهات قضائية أخرى".
وشهدت غرداية الواحة الجنوبية للجزائر مطلع 2015، مواجهات عرقية بين السكان من أصول عربية والميزابيين الأمازيغ، أسفرت عن مقتل 23 شخصا وتوقيف اكثر من مئة بينهم فخار الذي القي عليه القبض في 9 تموز/ يوليو من السنة نفسها.