سأل الجيش الأميركي عبر صفحته في "تويتر"، الناس الذين انخرطوا سابقا بالجيش، كيف تأثروا بالوقت الذي قضوه في الجيش لتنهال الردود المليئة بالمآسي، قبل أيام من بدء العطلة السنوية التي يستذكر الأميركيون خلالها الأشخاص الذين قضوا خلال خدمتهم في القوات المسلحة، ليحصد السؤال نحو عشرة آلاف رد منذ نشره أواخر الأسبوع الماضي، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء.
ورغم أن الكثير من الردود جاءت تحت هويات مجهولة أو تضمنت تفاصيل لم يكن من الممكن التأكد من صحتها بشكل مستقل، إلا أنها رسمت صورة مروعة للثمن الذي دفعه أولئك الذين قاتلوا في الحروب الأميركية، إذ قال أحد المستخدمين إن الحربين في أفغانستان والعراق قائلا إنهما سببتا له "اضطراب ما بعد الصدمة وألم مزمن".
وقال آخر: "خدم ابني وشارك في عملية الحرية الدائمة (في أفغانستان) وعاد. ومن ثم تجنّد مجددا وانتحر برصاصة في رأسه".
وأطلقت الولايات المتحدة الحرب في أفغانستان عام 2001، وفي العراق عام 2003، وأسفر النزاعان عن مقتل آلاف الجنود الأميركيين وإصابة كثيرين بجروح. ولا تزال القوات الأميركية منتشرة في البلدين حتى اليوم.
وكتب مستخدم آخر: "عاد والدي من القتال في العراق وكان مسيئا وغاضبا بشكل متواصل ومصابا بجنون الارتياب. وبعد ذلك، خضع لكثير من العلاج لكن صحته العقلية والنفسية ليست على ما يرام حتى الآن. تغيّر بالتأكيد بعد كل ما مر به".
ورد مستخدم آخر على سؤال الجيش قائلا إنه أصيب بما وصفها "خلطة القتال: اضطراب ما بعد الصدمة واكتئاب شديد وقلق. عزلة. محاولات انتحار. غضب لا محدود. كلفني ذلك علاقتي بنجلي الأكبر وحفيدي. وكلّف بعض رجالي أكثر من ذلك بكثير".وأضاف "كيف أثّرت خدمة الجيش عليّ؟ اسألوا عائلتي".
وتطرقت بعض الردود إلى جوانب أخرى. فقال أحد المستخدمين "أجبرت على الاستقالة عندما كنت أخدم في الكويت خلال حرب الخليج الأولى لأنني مثلي. تم تسريحي بطريقة لم تكن مشرّفة رغم الشهادات بشأن أدائي المتميز".
بدوره، شكر الجيش كل من رد في صفحته الرسمية قائلا "قصصكم واقعية وتحمل أهمية وقد تساعد آخرين في أوضاع مشابهة"، مضيفًا: "بينما نكرّم في نهاية الأسبوع أولئك الذين قدموا التضحية الكبرى، عبر تذكر خدمتهم، ندرك أنه علينا رعاية من عادوا إلى بلدهم وهم يحملون ندوبا غير مرئية".