حبيب القاق، إبن بلدة السفري البقاعيّة، إسمٌ لمعَ في سماء الفيزياء مثل النجوم التي إستهوته منذ صغره وشدّته للتعرّف على أسرار الكون والفلك.
الأستاذ حبيب القاق، ولأوّل مرّة في لبنان والعالم إخترع “التلسكوب الطائر” ونال براءة إختراع من وزارة الإقتصاد والتجارة.
بسؤاله عن سبب دخوله عالم الفيزياء أجاب الأستاذ حبيب أنّ الفيزياء هي المجال الأكثر قربًا من الواقع وهي التي تساعد على فهم الكون..كما أنّ قوانين الفيزياء هي التي تتحكم بالهواء والجسد وكل ما يحيط بنا.
ومنذ صغره، كان يشعر أنّ كل ما حوله غامض، وكان دائم النظر إلى السماء، وغالبًا ما سأل والدته: “شو في فوق؟” وكانت تجيبه”بس تكبر بتعرف”..
ويتابع القاق: كبرت، عرفت الكثير، وبقي الكثير غامضًا..
بدأ القاق مسيرته الفيزيائيّة عبر نيله شهادة الماجستير في “الفيزياء الأساسيّة” من كلية العلوم / الجامعة اللبنانية.آمن بأنّ المعلومة تفقد قيمتها إن لم يتمّ تشاركها مع الآخرين، فإمتهن التعليم في ثانويتيْ المسار الدولية-تحويطة الغدير والعصر الدوليّة.
ومع ذلك، لم يستطع أن يقيّد نفسه بالكتاب والمنهج، وكان يقوم بأبحاث دائمة عن كل مفهوم وكل فكرة..
بقيت السّماء وجهته الأولى والأخيرة، تلك الرّجفة التي كانت تصيبه كلّما نظر إليها كانت تحرّك في داخله ملَكَة البحث، فقرّر سبر غورها عبر التليسكوب.
إخترع تلسكوبًا بحجم(10 إنش/25 سنتمتر) ولكنه لم يمكنه من رؤية الأجرام السماويّة لا سيّما في بيروت بسبب طبقة الغبار العازلة الناجمة عن التلوث والتي كانت تعيق الرؤية.
وكان الأستاذ حبيب القاق قد حاول من قبل إختراع طائرة، فقرر أن يدمج فكرة الطائرة مع التلسكوب وكان النتاج: “التلسكوب الطائر”.. هو جهاز لم يخترع أحد مثله بإستثناء النازا التي إخترعته على علوّ ٤٠٠ كم..
أما في لبنان والعالم، فلا يوجد له مثيل.
وهكذا وضع الأستاذ حبيب القاق عصارة تجاربه وأبحاثه ومكتسباته في هذا الإختراع.
هو تلسكوب فضائيّ، محمول على “دورن” طائر، مجهّز بكاميرا وجهاز بثّ وإلتقاط ومبرمَج بحيث يمكّن المشغل الراصد من التحكّم به بشكل كامل، كما يمكن للرّاصد أن يرى على شاشة الحاسوب ما يرصده التلسكوب إنطلاقًا من موقعه فوق الطبقة السماويّة متجاوزًا التلوثين الضوئي والهوائي..
وبهذا الإختراع، شارك الأستاذ حبيب القاق في المباراة الوطنية للعلوم التي نظّمتها الهيئة الوطنيّة للعلوم والبحوث ونال الميداليّة الذهبيّة، وشجّعه رئيس الهيئة الدكتور أحمد شعلان على تسجيل الإختراع.
وهكذا، إستوفى إختراع الأستاذ حبيب القاق كل الشروط ونال براءة إختراعٍ من المديرية العامة للإقتصاد والتجارة / مصلحة الحماية الفكريّة حملت الرّقم 11668 بتاريخ 8/5/2019.
وكحال الكثير من المبدعين اللبنانيين، لا يعوّل الأستاذ حبيب القاق كثيرًا على أي إحتضان رسمي لإختراعه من الدولة اللبنانية ويفكّر بالسفر إلى إحدى دول الخليج للتسويق لإختراعه.
هذه هي سطور من حكاية إبداع وتميز خطّها مخترع لبناني واعد..
حبيب القاق..إسم سيذكره التاريخ لأن شغفه بالفيزياء سيدفعه لاحقًا إلى المزيد من الإختراعات
المصدر: مواقع