أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن الأربعاء في باريس مع قادة آخرين من العالم ومسؤولي شركات تكنولوجيا، مبادرة "كرايستشيرش" لمكافحة التطرف على الإنترنت، لكن واشنطن أعلنت أنّها لن توقع هذه المبادرة التي جاءت ردّاً على بثّ منفذ اعتداء المسجدين في نيوزيلندا الهجوم الدامي مباشرة على "فيسبوك".
وقد تعهدت كبرى شركات التكنولوجيا الرقمية اليوم الأربعاء بتبنّي حزمة من الإجراءات الجديدة التي تهدف إلى وضع حد لنشر المحتوى المتطرف العنيف على الإنترنت، وسط تزايد الضغوط من الحكومات بعد المجزرة التي وقعت في مسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية.
وورد في بيان وقّع عليه المشاركون "إنّ نشر مثل هذا المحتوى على الإنترنت له تأثيرات عكسية على حقوق الإنسان الخاصة بالضحايا وعلى أمننا الجماعي وعلى الناس في جميع أنحاء العالم".
"فيسبوك" يعلن تشديد القيود على خدمة البثّ المباشر
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت مجموعة "فيسبوك" تشديد القيود على استخدام خدمتها للبث المباشر، بهدف منع التشارك الواسع لتسجيلات عنيفة مثلما حصل خلال مجزرة مسجدي كرايستشيرش. وكان الشركة العالمية قد واجهت انتقادات شديدة لتأخرها في حذف شريط الفيديو الذي انتشر بسرعة على وسائل التواصل الإجتماعي.
وشارك "فيسبوك" في صياغة الإلتزامات الجديدة. كما شاركت شركة "غوغل" ووحدة "يوتيوب" التابعة لها في التعهّد، إضافةً إلى "تويتر" و"ويكيبيديا" و"ديلي موشن" و"مايكروسوفت". وأعلنت تلك الشركات أنّها ستتعاون لإيجاد أدوات جديدة لتحديد المحتوى المتطرف بسرعة مثل تبادل قواعد البيانات للمنشورات أو الصور العنيفة لضمان عدم انتشارها في العديد من المنصات.
وأكّدت أنّها ستدرس طرق تعديل اللوغريتمات (برامج معلوماتية) لمنع انتشار المحتوى العنيف أو الذي يحرض على الكراهية بسرعة على الإنترنت وتسهيل عملية إبلاغ المستخدمين عن المنشورات الضارة.
وصرح مكتب ماكرون في بيان "لأوّل مرّة تتفق الحكومات والمنظمات الدولية والشركات والمؤسسات الرقمية على سلسلة من الإجراءات والتعاون الطويل المدى لجعل الإنترنت أكثر أمانا". ولكن تطوير أدوات وسياسات محددة هو أمر يعود إلى الشركات.
البيت الأبيض يعلن أنه لن يوقع
من جهته، أعلن البيت الأبيض مساء الأربعاء أنّ واشنطن لن تنضم إلى المساعي الدولية لوقف الدعوات إلى التطرف على الإنترنت، لكنّه أكّد أنّ واشنطن تدعم أهداف المبادرة. وقال البيت الأبيض: "رغم أن الولايات المتحدة ليست في وضع الآن يسمح لنا بالإنضمام إلى التعهد، إلّا أنّنا نواصل دعمنا لأهدافه الواردة" في "نداء كرايستشيرش".
وقال البيت الأبيض في بيانه إنّ على القطاع الخاص تنظيم محتواه، لكنه أكّد على ضرورة حماية حرية التعبير. وأضاف: "نواصل جهودنا الإستباقية لمواجهة المحتوى الإرهابي على الإنترنت، كما نواصل احترام حرية التعبير وحرية الصحافة". وتابع: "نشجع شركات التكنولوجيا على تنفيذ شروط الخدمة الخاصة بها والمعايير المجتمعية التي تحظر استخدام منصاتها لأهداف إرهابية".
وقال: "إضافة إلى ذلك فنحن نؤكّد على أنّ أفضل طريقة لهزيمة الخطاب الإرهابي هو الخطاب المنتج، وبالتالي نركز على أهمية تشجيع الحوار الموثوق ليكون الوسيلة الرئيسية التي نهزم بها رسائل الإرهابيين".