يحييُ الشعب الفلسطيني اليوم الأربعاء، الخامس عشر من أيار ذكرى النكبة التي ألمت به قبل واحد وسبعين عاما، على أيدي العصابات الصهيونية، والتي أغتصب فيها أكثر من 80% من فلسطين التاريخية ، بالتزامن مع هجمة شرسة على يتعرض لها الفلسطينيون في القدس والضفة المحتلة وحصار خانق لم يسبق له مثيل على قطاع غزة لتمرير ما يسمى بصفقة القرن .
الذكرى الـ71 للنكبة تحمل في طياتها العام الحالي نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني وخاصة في ظل التلويح والتهديد بالإعلان عن ما يسمى " بصفقة القرن" خلال الصيف الجاري ، والتي يتم بين الفينة والأخرى الكشف عن بنودها والتي تتضمن الإعلان عن سيطرة "إسرائيلية" كاملة عن القدس والضفة المحتلة ، وممارسة مزيداً من التضييق والفصل على قطاع غزة .
دعوات للمشاركة بالمليونية
الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، دعت جماهير شعبنا للمشاركة في مليونية العودة اليوم الأربعاء.
وأعلنت الهيئة، عن إضراب شامل اليوم الأربعاء، في الذكرى الـ 71 للنكبة، مؤكدة على أن المسيرات مستمرة بطابعها السلمي والشعبي، ولن نساوم أو نحيد على أيٍ من أهدافها.
وقالت: "إننا جميعاً موحدون في رفضنا لصفقة القرن، مؤكدين أنها لن تمر، وسيسقطها شعبنا كما أسقط في السابق الكثير من مشاريع التصفية التي كانت تستهدف حقوقنا. فمواجهة هذه الصفقة تستدعي تكاتفا عربياً إسلامياً ورفضا لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني".
وطالبت بخضم التطورات والتحديات الخطيرة التي تعصف بقضيتنا، إلى " لقاء وطني عاجل " للأمناء العامين للفصائل لتوحيد الموقف الفلسطيني كي نسقط صفقة القرن وإشاعة مناخات الوحدة والمشاركة الوطنية، ولنؤسس لاستراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال وكافة المشاريع التصفية.
كما ودعت كافة قطاعات الشباب والعدائيين و الفرق الرياضية للمشاركة في الفعالية "جمعة مارثون العودة " الرياضي الذي سيعقد يوم الجمعة القادم في مخيمات العودة شرق غزة المحاصر.
النكبة: تطهير عرقي
وشكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت هذه النكبة تمثله من عملية تطهير عرقي، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو على 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية في العام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية، حيث انتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.
سيطر الاحتلال الصهيوني خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني.
9 اضعاف
وعلى الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في العام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2018 حوالى 13.1 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ أحداث نكبة 1948، أكثر من نصفهم (6.48 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.57 مليون في أراضي العام 1948)، وتشير التقديرات السكانية إلى أن عدد السكان نهاية 2018 في الضفة الغربية "بما فيها القدس" 2.95 مليون نسمة، وحوالى 1.96 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالى 447 ألف نسمة في نهاية العام 2018، منهم حوالى 65% (حوالى 281 ألف نسمة) يقيمون في مناطق القدس "J1"، والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية العام 1967.
وبناء على هذه المعطيات فإن الفلسطينيين يشكلون حوالى 49% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 51% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27,000 كم2)، بما فيها من موارد وما عليها من سكان، وما تبقى من هذه المساحة لا يخلو من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال عليها وتجدر الإشارة إلى أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا فقط 1,682 كم2 من أرض فلسطين التاريخية وتشكل ما نسبته 6.2%.