نسبت وكالة "تسنيم" الأخبارية تصريحا إلى نائب قائد الحرس الثوري الإيراني اشار فيها إلى أنّ طهران لن تجري محادثات مع الولايات المتحدة، وإن واشنطن "لن تجرؤ على القيام بعمل عسكري ضدّنا".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حث في بمؤتمر صحفي له أمس الخميس، القيادة الإيرانية على التحاور معه بشأن التخلي عن برنامج طهران النووي، وقال إنه لا يستطيع أن يستبعد مواجهة عسكرية في ظل تصاعد التوترات بين البلدين.
ونقلت تسنيم عن نائب قائد الحرس للشؤون السياسية، يد الله جواني، قوله "لن نجري محادثات مع الأميركيين.. الأميركيون لن يتجرأوا على القيام بعمل عسكري ضدنا... أمتنا.. ترى أن أميركا لا يعتد بها".
وتأتي التصريحات الإيرانيّة، بعد ساعات من تحذير وزير الخارجيّة الأميركي، مايك بومبيو، إيران من مغبّة مهاجمة المصالح الأميركية في المنطقة.
وقال بومبيو، في بيان، إن التهديدات الصادرة عن إيران تزايدت في الأسابيع القليلة الماضية، وحذّر من أن أي هجوم على المصالح الأمريكية سيستتبع ردا سريعا من واشنطن.
وأضاف في بيان "على النظام في طهران أن يفهم أن أي هجمات يشنها هو أو وكلاؤه من أي هوية على مصالح الولايات المتحدة أو مواطنيها ستقابل برد أميركي سريع وحاسم".
وشهدت مياه الخليج العربي، خلال الأسبوعين الأخيرين، تصعيدًا أميركيًا إيرانيًا، تمثّل في إرسال واشنطن تعزيزات عسكريّة هجوميّة، هي ناقلة طائرات ضخمة وعدد من قاذفات الـبي 52.
ورغم هذه التوتّرات، شدّد مسؤولٌ أميركيٌ على أن "لا حرب أميركية-إيرانية تلوح في الأفق"، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من التحركات في الخليج يتمثل في "إظهار قوة الردع العسكرية الأميركية في وجه تهديدات إيران"، بحسب قناة "الحرّة" الأميركيّة.
وقال بولتون، الأحد الماضي، إن الجيش الأميركي سيرسل مجموعة حاملة طائرات هجومية وقوة قاذفات إلى الشرق الأوسط، ردًا على "مؤشرات وتحذيرات" مثيرة للقلق من إيران، ولإظهار أن الولايات المتحدة سترد "بقوة لا تلين" على أي هجوم على مصالحها أو حلفائها.
ولفت مسؤولون أميركيّون إلى أن التعزيزات مردّها "تحضيرات إيران وقوات موالية لها لتنفيذ عمليّة ضد القوات الأميركيّة في المنطقة"، بينما ذكرت القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي أنّ التحركات الإسرائيليّة جاءت في أعقاب معلومات استخبارية قدمها الموساد الإسرائيلي.
كما أشارت تقديرات إسرائيليّة إلى أن الضغوطات الأميركية غير المسبوقة، الهادفة في مرحلتها الأولى إلى تصفير تصدير النفط الإيراني، دفعت طهران إلى مناقشة هذه المسألة. كما لم تستبعد أن تدرس إيران استهداف مسالك التجارة الدولية في الشرق الأوسط ردا على تشديد العقوبات عليها.
وأمس، الأربعاء، أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا يقضي بفرض عقوبات إضافية جديدة ضد صناعات التعدين والصلب في إيران، وذلك بحجة تعزيز الضغط على النظام في طهران؛ وهدد باتخاذ إجراءات جديدة إذا لم "تغير سلوكها جذريا".
تستهدف العقوبات الأميركية الجديدة على إيران قطاعات الحديد والصلب والألمونيوم والنحاس، كما يسمح الأمر التنفيذي بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية التي تتعامل مع قطاع التعدين في إيران.