بسم الله الرحمن الرحيم
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة التاريخ: 1 رمضان 1440 هـ
السيد علي فضل الله الموافق: 6 أيار 2019 م
في أسبوع المبرات وتحت عنوان "نعمل لنتميّز"
فضل الله: نحن في بلد يُنتج الكثير من الكلام والقليل من العمل
برعاية العلامة السيد علي فضل الله، وضمن أجواء أسبوع المبرات الخيرية، وبالتعاون مع مدرسة "الإشراق"، أقامت مكتبة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض) في صور يوماً مفتوحاً بعنوان "نعمل لنتميّز"، تضمّن زوايا تبرز الخدمات والأعمال التي تقدمها جمعية المبرات الخيرية، وذلك بحضور حشد من الشخصيات الدينية والثقافية والاجتماعية والإعلامية.
وبعد آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني، ألقى سماحته كلمة استهلَّها بالتعبير عن سعادته بهذا اللقاء الذي يأتي في ظلِّ هذه الأجواء الإيمانية التي نعيشها مع بداية شهر رمضان المبارك؛ شهر التواصل والرحمة والخير والمحبة، معتبراً أنَّ هذه اللقاءات تمثل الصورة الجامعة لمكونات هذا الوطن وهذه المدينة التي نحرص دائماً على إبرازها وتعميمها.
وأضاف سماحته: "كنا وما زلنا نؤمن بمدّ الجسور والتواصل، ونعمل على تأكيد المساحات المشتركة بين جميع أطياف هذا الوطن، مع احترام خصوصية كلّ مكون"، مشيراً إلى ضرورة العمل على تأصيل ثقافة الانفتاح وتجذيرها في واقعنا، لكي نخرجه من كلِّ هذه التوترات والانقسامات التي يراد لنا أن نبقى نعيشها.
وأكّد سماحته أنَّ لبنان يمكنه أن يقدّم نموذجاً رائداً في قدرة الأديان والثقافات على التّواصل والتلاقي فيما بينها، محذّراً من أنَّ هناك من يريد أن يعبث بهذا الوطن وبمقدراته لمصلحة الكيان الصهيوني.
وشدَّد على ضرورة أن نبني أجيالنا على هذه الصورة الجامعة، وعلى ثقافة احترام الآخر والتحاور معه، والتلاقي على القواسم المشتركة، فعندها نستطيع أن نحفظ هذا الوطن ومستقبله، وأن نواجه كلّ التحديات.
وقال سماحته: "نجتمع هنا لنكرم الإبداع الذي ينبغي أن يكون جزءاً أساسياً من واقع هذه الأمة وفكرها وتراثها وحضارتها ومستقبلها"، لافتاً إلى أننا في بلد، للأسف، لا يحترم هذه الأدمغة وهذه العقول، ولا يعمل على الاستفادة منها واحتضانها، ما يدفعها إلى ترك هذا الوطن والهجرة إلى بلدان تحترمها وتقدّر مواهبها وقدراتها.
ودعا إلى إعادة النّظر في عمليات التّوظيف العشوائيّة التي تحصل في الدولة، والتي غالباً ما تكون بطريقة المحسوبيّات والواسطة، ممن لا يملكون الكفاءة والقدرة، معتبراً أن هذا البلد بحاجة إلى عملية تغيير وإصلاح جذري، حتى يستطيع أن يواجه هذه الأزمات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والمالية التي تعصف به، معتبراً أننا في وطن ننتج فيه الكثير من الكلام والقليل من المحاسبة والعمل.