وضعت شركتا آبل وكوالكوم لصناعة شبه الموصلات حدا لحربهما لقضائية الطويلة والمكلفة جدا، غداة انطلاق محاكمة جديدة الاثنين حول الريع المتأتي من براءات اختراع مكونات في الهواتف النقالة. وينص الاتفاق على تسديد آبل لمبلغ من المال لم توضح قيمته إلى كوالكوم على ما أضافت الشركتان اللتان تتواجهان قضائيا منذ أكثر من سنتين. ووقعت الشركتان كذلك اتفاقا تجاريا جديدا على سنوات عدة بشأن سعر التراخيص وتزويد كوالكوم لمجموعة آبل برقاقات تستخدم في هواتفها وتسمح لها بالاتصال بالشبكات النقالة. وكانت آبل تتهم كوالكوم التي تمتلك أكبر عدد من براءات الاختراع في مجال الرقاقات، باستغلال موقعها المهيمن لفرض أسعار باهظة على رقاقاتها. وكانت كوالكوم تنفي أن تكون فعلت ذلك متهمة آبل باستغلال موقعها واللجوء إلى القضاء لخفض الأسعار. وعُرفت آبل بدخولها في نزاعات قضائية مع مجموعات عملاقة في مجال التكنولوجيا، لكنها تميزت أيضا بلحاقها بركب شركات منافسة في أسواق مختلفة ثم تغييرها المعادلة، كما حصل مع آيفون، أو تقدمها بسرعة كبيرة كحال "آبل ميوزيك". ويشكل تعزيز وجود آبل في مجال الخدمات عاملا أساسيا لها في ظل تراجع مبيعات هواتفها آيفون في نهاية 2018 في ظل حال التشبع التي بلغتها سوق الهواتف الذكية. واستعانت الشركة الاميركية العملاقة بكوكبة من نجوم هوليوود لإطلاق خدمتها الجديدة للفيديو بالبث التدفقي المنافسة لنتفليكس، وهي النقطة الأبرز ضمن سلسلة إعلانات في مجال الخدمات التي تسعى لأن تكون قوة دفع أساسية في إستراتيجيتها المقبلة للنمو. ومن المتوقع أن يكون لهذه الخدمة المنتظرة أثر لافت في سوق خدمات الفيديو بالبث التدفقي التي تشهد منافسة محمومة بين عدد كبير من الشركات بينها نتفليكس وأمازون وهولو على أن تنضم إليها قريبا شركات كبرى أخرى مثل ديزني ووورنر ميديا. ورغم وصول آبل المتأخر إلى هذه المنافسة، بإمكان المجموعة العملاقة الاعتماد على مواردها المالية الهائلة وعلى قاعدتها المؤلفة من 1,4 مليار جهاز من تصنيعها بين أيدي مستهلكي العالم وحمّلت عليها خدمات آبل بصورة تلقائية.