حذّر رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، في مقابلتين مع صحيفتين إيطاليين من أن الحرب في بلاده قد تدفع أكثر من 800 ألف مهاجر نحو السواحل الأوروبية.
وقال السراج لصحيفة لا ريبوبليكا: "لن يكون هناك فقط 800 ألف مهاجر جاهزون للرحيل، سيكون هناك ليبيون يفرون من هذه الحرب، فيما استأنف إرهابيو تنظيم داعش نشاطهم في جنوب ليبيا".
وأضاف: "نواجه حرباً عدوانية قد تصيب بعدواها المتوسط برمته. على إيطاليا وأوروبا أن تكونا موحدتين وحازمتين للتصدي للحرب العدوانية التي يشنها خليفة حفتر، وهو شخص خان ليبيا والمجتمع الدولي"، لافتاً إلى أن الدمار سيطال أيضاً "الدول المجاورة".
وتستمر المعارك منذ الرابع من نيسان/ أبريل الجاري في الضاحية الجنوبية لطرابلس، بين قوات حفتر وتلك التابعة لحكومة الوفاق.
وقال السراج في مقابلة أخرى مع صحيفة كوريري ديلا سيرا: "المشير حفتر يقول إنه يهاجم الإرهابيين، ولكن لا يوجد هنا سوى مدنيين"، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة.
وأضاف: "إنهم يهاجمون المنشآت المدنية والطرق والمدارس والمنازل والمطار والمنشآت الطبية من سيارات إسعاف ومستشفيات".
ومساء الإثنين، استقبل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإيطالي: "نشدد على ضرورة انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي وحض جميع الأطراف المعنية على التوصل سريعاً إلى وقف لإطلاق النار وهدنة إنسانية"، بانتظار الوصول إلى حل سياسي شامل، بحسب ما أفاد مكتب رئيس الحكومة الإيطالية.
وكان معيتيق قال في مقابلة نشرتها لاريبوبليكا إن الهجوم الذي تشنه قوات حفتر هو "انقلاب عسكري" من شأنه أن يغرق البلاد في "حرب أهلية ستستمر 30 سنة"، محذراً المجتمع الدولي من الدخول في أي مفاوضات مع الرجل القوي في شرق ليبيا.
وبعدما كرر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، في الأيام الأخيرة، إن الموانئ الإيطالية ستظل مغلقة، سارع نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو، إلى الرد على السراج قائلاً: "لن نسمح أبداً بأن يصل 800 ألف مهاجر إلى إيطاليا".
وكرّر دي مايو أنّ على أوروبا برمّتها أن تتدخّل في قضية الهجرة عبر "سياسة إعادة توزيع للمهاجرين" و"سياسة تعاون لإرساء الاستقرار في ليبيا".
من جهتها، قالت المنظّمة الدولية للهجرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "يستحيل توقّع عدد الأشخاص الذين يمكن أن يغادروا ليبيا. ثمة قلق الآن على أمن المدنيين والمهاجرين في البلاد".
وقُتل 147 شخصاً، وأصيب 614 آخرون منذ أن بدأ حفتر هجومه على العاصمة الليبية، وفق حصيلة لمنظمة الصحة العالمية الإثنين.