نشر موقع "آف بي. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن اكتشاف كواكب شبيهة بكوكب الأرض تدور حول النجوم، وهو ما جعل العلماء والمهتمين بهذا المجال يعتقدون أننا لسنا الكائنات الوحيدة الموجودة في هذا الكون الشاسع.
وقال الموقع، في تقريره، إن ظروف العيش على بعض الكواكب التي تم اكتشافها إلى حد الآن ليست ملائمة للبشر لعدة أسباب، من بينها تعرض هذه الكواكب باستمرار لإشعاع قاتل والأشعة فوق البنفسجية، ناهيك عن أن مستوى التفجيرات أعلى بكثير من مستوى التفجيرات على الأرض.
وأكد الموقع أن بعض العلماء نفوا إمكانية وجود حياة على بعض الكواكب على غرار كوكب بروكسيما ب الذي يبعد عن الأرض حوالي 4.24 سنة ضوئية، لأنه عرضة لاستقبال أشعة إكس بحوالي 250 مرة أكثر من الأرض. ويتعرض كوكب بروكسيما ب باستمرار للأشعة فوق البنفسجية بنسب كبيرة جدا.
وحتى وقت قريب، اعتقد العلماء أنه لا يمكن لأي كائن حي أن يعيش في مثل هذه الظروف، لكن منذ فترة، وبفضل البحوث التي أجراها فريق آخر من علماء الفلك في جامعة كورنيل، تم دحض هذه النتائج.
وذكر الموقع أنه حسب ما توصل إليه العلماء الأمريكان، عاشت الكائنات الحية على الأرض قبل عدة قرون في ظروف شديدة القسوة، تضمنت التعرض للأشعة فوق البنفسجية والتفجيرات. ومع ذلك، تمكنت هذه الكائنات من البقاء على قيد الحياة.
وقد قدم العلماء حججا وتفسيرات مقنعة جدا لفرضية إمكانية وجود حياة على كواكب أخرى في المستقبل.
وأضاف الموقع أن الخبيرين ليزا كالتنيغر وجاك أومالي جيمس من جامعة كورنيل أشارا في مقال نشرته الجمعية الفلكية الملكية إلى إمكانية وجود حياة خارج الأرض حتى مع مستويات عالية من الإشعاع.
واستنادا إلى المعلومات التي قدمها العلماء، تطورت أسلاف جميع الكائنات الحية الموجودة على كوكب الأرض اليوم خلال العصور القديمة نتيجة تعرضها للأشعة فوق البنفسجية التي تفوق بعدة مرات مستوى الإشعاع على كوكب بروكسيما ب وغيره من الكواكب المكتشفة الأخرى.
ومنذ أربعة مليارات سنة، كانت الأرض ساخنة جدا ومعرضة باستمرار للأشعة فوق البنفسجية.
وعلى الرغم من تلك الظروف التي كانت تبدو غير مناسبة لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، تلقت الحياة نوعا من الدعم وبدأت في التطور والازدهار بنشاط.
وحسب بعض العلماء، يمكن أن تحدث في بعض الكواكب الخارجية الموجودة بالقرب من النظام الشمسي نفس العملية التي شهدها كوكب الأرض منذ عدة ملايين السنين.
وأشار الموقع إلى أن خبراء من جامعة كورنيل ابتكروا نماذج حاسوبية لبيئات أشعة فوق بنفسجية لأربعة كواكب خارج المجموعة الشمسية الأقرب إلى الأرض، وافترضوا أن يعيش على سطحها نباتات وكائنات حية.
والجدير بالذكر أن العلماء اختاروا كوكب ترابيست -1 وكوكب روس 128 ب وكوكب بروكسيما ب وكوكب إل هاش إس-1140.
وأفاد الموقع بأن هذه الكواكب تدور حول الأقزام الحمراء، التي على عكس شمسنا غالبا ما تطلق كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية في المجال المحيط بها.
ولكن لا يعلم العلماء على وجه التحديد ما هي الشروط المناخية الموجودة على هذه الكواكب، بيد أنهم متأكدون من أن ومضات الأشعة فوق البنفسجية التي ترسلها الأقزام الحمراء إلى هذه الكواكب يمكن أن تدمر المحيط الحيوي وتؤدي إلى تآكل الغلاف الجوي.
ويمكن أن يسبب ارتفاع مستوى الإشعاع حدوث أنواع مختلفة من الطفرات في الكائنات الحية وحتى تدمير حمضها النووي.
وذكر الموقع أنه من أجل الحصول على أدلة على تطور الحياة على الكواكب الخارجية، ابتكر العلماء عدة نماذج من العمليات التي تحدث على سطحها.
وقد تمكن العلماء من الحصول على بيانات افتراضية حول ما يمكن أن يحدث على سطح هذه الكواكب. وفي المرحلة التالية، قارن العلماء بين النتائج التي حصلوا عليها والظروف المناخية التي كانت موجودة على سطح الأرض قبل 3.9 مليار سنة، أي في عصر ظهور الكائنات الحية الأولى على كوكب الأرض.
وحسب علماء جامعة كورنيل، فإنه من المفترض أن عدد كبيرا من الكواكب الخارجية المكتشفة تتلقى إشعاعات فوق بنفسجية أقوى بكثير من الإشعاعات التي تتعرض لها الأرض في الوقت الحالي.
ولكن معدلات تعرض كل من كوكب ترابيست -1 وكوكب روس 128 ب وكوكب بروكسيما ب وكوكب إل هاش إس-1140 أقل بكثير من الإشعاعات التي تعرضت لها الأرض قبل 3.9 مليار سنة، وهو ما يعني أن الظروف المناخية لهذه الكواكب مناسبة للعيش أكثر من كوكب الأرض قبل 3.9 مليار سنة.
وفي الختام، نوه الموقع بأنه بالنظر إلى وجود الحياة على سطح كوكب الأرض قبل 3.9 مليار سنة، فإنه لا يمكن القول إن الأشعة فوق البنفسجية والإشعاعات قد تؤدي إلى الحد من عمليات تشكل الحياة على الكواكب الأخرى.