يخلط الكثيرون بين نزلات البرد والإصابة بالإنفلونزا، نظرًا لتشابه بعض أعراضهما، إلّا أنّهما مرضان تنفّسيّان مختلفان، ففي الوقت الذي يتسبّب فيه نحو 200 نوع من الفيروسات بالإصابة بنزلات البرد، فإنّ الإصابة بالإنفلونزا منوطة بثلاثة أنواع فقط من الفيروسات.
وتؤدي الإنفلونزا إلى أعراض أكثر حدّةً من تلك التي تسببها نزلات البرد، ومع ذلك، فيمكن التّغلب عليهما في كثير من الأحيان دون الحاجة لطبيب أيضًا.
إذًا ما هو الفرق بين أعراض كلٍّ من المرضين؟
تتمثّل أعراض نزلات البرد في سيلان الأنف واحتقانه، والتهاب البلعوم، والعطاس و السعال، وقد تؤدي لدى بعض الأشخاص إلى ارتفاع بسيط في درجة الحرارة قد يرافقه ألم في الأذن أو الصداع؛ وتستمرّ هذه الأعراض مدّة يومين إلى ثلاثة أيام، ثم تبدأ تدريجيًّا بالتناقص خلال فترة تصل إلى أسبوعين كحدّ أقصى لتختفي.
في المقابل، فإنّ أعراض الإنفلونزا التي عادةً ما تأتي بسرعة، تبدأ بارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما يصل إلى 38-40 درجة مئوية، تترافق مع شعور آلام في العضلات وقشعريرة، وتتسبب بالتعرق الشديد، وشعور مستمر بالوهن و التعب والحاجة للاستلقاء، مترافقٍ بسعالٍ جافّ.
وتستمرّ أعراض الإنفلونزا بين يوم إلى ثلاثة أيام ويتمّ الشفاء خلال أسبوع كأقصى حدّ وإن استمرّ الإحساس بالتّعب، ويمكن خلالها أن يعاني المريض من سيلان الأنف و العطاس، لكنها ليست من الأعراض الأساسية للإنفلونزا.
إذًا، هل تختلف سبل الوقاية من كلا المرضين؟
تنتقل عدوى نزلات البرد بسهولة عند الاحتكاك مع أشخاص عانون من نزلة برد، ما يسمح للجراثيم بالانتشار من رذاذ السعال أو العطس، لذا من المهم غسل اليدين بالماء والصابون وتغيتهما بشكل مستمر بصابون الكحول الواقي من الجراثيم، بالإذافة إلى تجنّب تشارك الأغراض الخاصة مثل المناشف أو الأكواب مع أشخاص مصابين بالمرض، وإن كنت أنت المريض فتجنّب هذا أيضًا، بالإذافة لاستخدام المناديل عند السعال والعطس والتخلص منها بعدها.
أمّا الوقاية من الإنفلونزا فتبدأ بتعزيز الجهاز المناعي من خلال الالتزام بروتين فيه عدد كاف من ساعات النوم، والحفاظ على اللياقة البدنية، كما تنتشر في صناديق المرضى لقاحات للإنفلونزا، وهب تبدأ بالعمل بعد أسبوعين من تلقّيها تقريبًا، موفّرةً الحماية من السلالات المختلفة للإنفلونزا.
كيف السبيل للتخلص من نزلات البرد والإنفلونزا؟
يعتمد علاج نزلات البرد على الراحة، بالإضافة للحفاظ على تدفئة الجسم وشرب الكثير من السوائل لتجنب الجفاف، كما يمكن استعمال أدوية للتخفيف من احتقان الأنف وتجفيفه، ومعظمها لا يحتاج لوصفة طبية.
كذلك يمكن علاج الإنفلونزا في المنزل، دون الحاجة لزيارة الطبيب، وهي تعتمد بشكل كبير على الراحة، ولا يوصى بأخذ المضادات الحيوية للإنفلونزا بعكس الاعتقاد السائد، إذ تحتاج هذه المضادات الحيوية بكلّ الأحوال لنحو أسبوع حتى تعالج المرض، وهي المدة التي يستهلكها الجسم في التغلب على الفروس بكل الأحوال، ولا يعرّض التوقّف عن أخذها قبل انتهائها تمامًا إلّا لزيادة مناعة الفيروسات لها وتقليل اعتماد الجسم على المناعة الذاتية.